وإن كانت المعجزاتُ مثلَ هذه الكلمات المهمَلة التافهة، فما كان للمعجزات معنًى ولا قيمة.
ويَعلم أهلُ العلم، وغيرُ أهل العلم أيضًا من العرب وأطفالهم
ونسائهم وشيبانهم أن المتفوِّهَ بمثل هذا الكلام لا يقال له "عاقل" دون العالم والبصير والمتفقه، ولا يمكنُ لطبيعةٍ عربية، وقريحةٍ مهذَّبةٍ أدبية، أن تَعُدَّه مقبولاً للسماع فضلاً عن الإِصغاء والانتباه.
وأكرِّر قولي -وأنا على ثقةٍ ويقين-: إن بلهاءَ العرب وسفهاءَهم، وحَمْقاهم ومجانينَهم لا يتكلَّمون بمثل هذا الكلام المهمَل الرديء الذي لا معنَى له ولا مفهوم أصلاً، وحتى لا يوجدَ فيه الرونقُ اللفظيُّ ولا الابتهاج السَّماعي، فلا لفظَ ولا معنى.
فهل هناك شك لشاكٍّ وريبٌ لمرتابٍ أن الشيرازي لم يكن إلاَّ الأفيوني الحشَّاش من الذين يُعمِيهم الأفيون، ويسلُب عقلَهم البِنج، ويُخِل بحواسِّهم الحشيش.
وهل يُتصور صدور مثل هذه الخرافات والهذيان من طالبٍ مستبصر، ودارس متنوِّرٍ دون مَن يدَّعي المَهدوية والنبوةَ والرسالةَ بل والربوبيةَ والألوهية؟.
ولقد كان الشيرازي أجهلَ المتنبئين، وأغبى الدجَّالين الكذابين، وأسفل السافلين من مدعي الألوهية والربوبية -وهي الغباوة والسفاهة- منذ اليوم الذي بدأ الكذّابون والدجَّالون يظهرون على وجهِ هذه البسيطة الغَبراء.