للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشؤونات القدسية، والمكفهرات الإفريدوسية بحرف، أنَّا إذا ألقيت إليك بإذن اللهِ فاعرفْ قَدْرها، واكتمها بمثل عينيك على أرض الجبروت، وتقرأُ تلك السورَ المباركةَ فاعرفْ في الكلمة الأولى من الألف ماءَ الإبداع، ثم من النون هواءَ الاختراع، ثم مَن الألف الظاهر ماءَ الإنشاء، ثم ركن المخزون المقدَّم لظهورِ الأركان الثلاثة حَرْفَ الغيب بعنصر التراب .. وإني لو أردتُ أن أُفضِّل حرفًا من ذلك البحر المواج الزَّاخر الأجاج، لَنَفِدَ المداد، وانكسر الأقلام لا نفاد لما ألهمني الله في معناه" (١).

° ويقول في حرف "الألف" مبينا ومفسِّرًا لكل جُزءِ من أجزائه في تفسير هذه السورة: "ثم الألفُ القائمةُ على كل نفس التي تعالت واستعالت، ونَطَقت واستنطقت، ودارت واستدارت، وأضاءت فاستضاءت، وأفادت واستفادت، وأقامت واستقامت، وأقالت واستقالت، وسُعِّرت واستسعرت، وتشهَّقت واستشهقت، وتصعَّقت واستصعقت، وتبلبلت واستبلبت، وإنَّ في الحينِ أَذِنَ الله لها فتلجلجت ثم فاستلجلجت، وتلألأت ثم فاستلألأت، وقالت بأعلى صوتها تلك شجرة مباركة طابت وطَهُرت، وزَكَت وعَلَت، نبتت بنفسها من نفسها لنفسها إلى نفسها" (٢).

وربِّي لا يتكلَّمُ بمثل هذا الكلام حتى المجانين والصبيان!.

أبهذه السخريةِ والأضحوكة يريدون أن يُضاهِئوا كلامَ الله المنزل من السماء رحمة للعالمين على الحبيب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وساطةِ الرّوح الأمين عليه السلام؟


(١) "تفسير سورة الكوثر" لعلي محمد الشيرازي، نقلاً عن كتاب فارسي "بهائيكري" لأحمد الكسروي الإيراني.
(٢) نقلاً عن "بهائيكري" (ص ٧٨)، و"البابية" لإحسان إلهي ظهير (ص ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>