للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوسواسُ ففعل أفعالَ المجانين، وتكلَم مثلَ كلامهم.

وهل هناك شيء أدلُّ على ما قلناه من قوله لَمَّا اعتُرض عليه في مثل هذه الأخطاء اللغوية والنحوية، وفي كثرةِ لحنِه وغلطِه مع ادعاءاته الكبيرةِ من الرسالة والنبوة والألوهية، والحال أن النبي والرسول، والإِلهَ والربَّ لا يخطيء ولا يلحن، وحاشا للهِ أن يَلْحَنَ هذا اللحنَ الفاحش؟!.

° أجاب بقوله المضحِكِ والمبكِي معًا، مزدرياً العقولَ التافهةَ السخيفةَ التي تؤمن بهذا المخبولِ المجنون المأفون، أجاب: "إن الحروفَ والكلماتِ كانت قد عُصمت، واقتَرفت خطيئةً في الزمن الأول، فعوقبت على خطيئتها بأنْ قيِّدت بسلاسل الإعراب، وحيث إن بَعثتنا جاءت رحمةً للعالمين فقد حَصَل العفو من جميع المذنبين والمخطئين حتى الحروف والكلمات، فأُطلقت من قَيدِها تذهبُ إلى حيث تشاء من وجه اللحن والغلط" (١).

° وأيضًا: "إن الله أجلُّ من الخضوع إلى هذه القواعدِ التي إنْ هي إلا صفات بشرية ونقص من نواقص الإنسانية" (٢).

° ومؤِّرخُ البهائية "عبد الحسين آواره" يذكر في كتابه: أن الباب (الشيرازي) قرأ الخُطبةَ بحضرةِ وليِّ العهد "ناصر الدين شاه القاجار" "بتِبريز"، وفي بداية الخطبة قال: "الحمد لله خلق السماواتَ والأرضين"، -ونَصَب التاء في "السماواتَ"-، فاعترض عليه وليُّ العهد -وهو ليس من علماء اللغة الغربية- قائلاً: إن تاء السماوات لا تكون إلا مكسورة في موقع


(١) "دائرة المعارف" للبستاني، (٥/ ٢٦)، ط طهران.
(٢) "الكواكب" (ص ٢٢٥)، ط فارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>