للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجرِّ والنصب، واستشهد بابن مالك في "ألفيته":

وما بتاء وألف قد جُمِعا … يُكسَرُ في الجرِّ وفي النصب معا (١)

° فمن يقول للجهل المركَّب هذا: "إن كلامَ الله لا يكون إلا محكمًا بليغًا متقنًا وواضحًا جليًّا، يقفُ أمامه فطاحل الشعراءِ وأئمَةُ الفصحى والبلغاء مشدوهين متحيِّرين، ولا يَسَعُهم في ذلك المقام إلاَّ الإِظهارُ بالعجز وقصورِ الباع، ولقد كان نزول القرآن في عصرِ الفصحاء الذين كانوا لا يَعُدُّون أحدًا مقابلهم ومُنازِلهم في ميادين الفصاحة والبلاغة، وإتقانِ اللغة وإحكامِها مع السلاسة في الأسلوب، والدقَّةِ في التفكير، والروعةِ في التعبير، والجمالِ المنطقي، والحُسنِ المعنوي، والتصويرِ الفني، ورونقِ العبارة، وبهجةِ العلم، وبهاءِ المعرفة، فلما سمع هؤلاء كلامَ الله وفي لُغتهم وبَعْدَ التحدي: {أَمْ يَقُولُون افْتَرَاة قُل فَأْتوا بِسْورةٍ مِّثلِهِ وَادْعوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِن دونِ اللهِ إِن كنتمْ صَادِقِينَ} [يونس: ٣٨].

وأيضًا: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَت الإِنسُ وَالجِن عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْل هَذَا الْقرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضهُمْ لِبَعَضٍ ظَهِيرًا} [الإِسراء: ٨٨].

ما استطاعوا مع هذه التحديات -ورَغْمَ المخالفاتِ والعِداءِ الشديدِ له وللذي نزل عليه- أن يأتوا ولو بآيةٍ لمنافسته ومعارضته.

وأما هذا الأعجميُّ الجهول، فلم يَستح من أن ينسِبَ هذا الكلامَ الملحونَ- المحشوَّ من الأغلاظ والأخطاءِ اللفظيةِ والمعنوية والخالي عن المقصد والمعنى، والمهمل المبهم الصبياني، والمثيرِ للهُزءِ والسخرية- إلى


(١) "الكواكب الدرية في مآثر البهائية" (ص ٢٢٥) أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>