للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عيوبه، وجهلِه، ونقصِه، حيث أكثرُهم لا يدرِكون ماذا يقول؟ وكيف يقول؟ ومِن أين يقول؟.

لأنه لو قال في الفارسية ما قاله في العربية لَعَرف القوم الحقيقةَ من الجهل البادئ المتدفق من كلامه الضئيل الضعيف، ولذلك كلَّما تكلَّم في مجلس في لغته -أي الفارسية- أُدرك وأُفحم، ثم لم يَجِدِ النجاةَ إلا في السكوت والصمت، وأما في العربية، فأطلق عنانا يذهبُ أينما يشاء، ويروحُ أينما يريدُ، لا القوم ترتعدُ عند سماع الفقرات الفخمة المكبرة "لا إله إلا هو البهي البهي، لا إله إلا هو هو المبتهي، ولله بهي بهيان بهاء السماوات والأرض" (١).

فكان السُّذُّجُ من الناس والأعاجم يَسمعون هذه الكلماتِ المُهمَلة في ملبوس عربي، وُيعظِّمونها متوهَمين أنها تدل على جلالةِ قَدْرِ المتكلِّم، غيرَ عارفين أنْ لا معنى لها على الإطلاق، وليست إلا صنيعةَ الماكرِ الخدَّاع الكذوب الهارب من مواجهة الحقيقة، والمتستِّر والمتقنِّع بسِتارِ الباطل وقناع الزور.

° وخيرُ دليل على ما قلنا: إن البهائيين -وَرَثَةَ الباب- يكتمون كُتب الباب ويمحونها إنْ وَجَدوها خوفَ الفضيحة والذلة، وشَهِد بذلك أكبر المحبِّين لهم من المستشرقين، برفسور "براؤن" في "مقدمة نقطة حرف ك" وكتبِه الأخرى عنهم -كما ذكرنا سابقًا-، وحتى الآن لَم يَطبع البهائيون والبابيون كتابا واحدا من كتب الشيرازي ومؤلفاته.


(١) "البيان الفارسي" نقلا من كتاب "فصاح الأبواب" (ص ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>