للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤمِنُون به وهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافظُونَ (٩٢) وَمَنْ أَظلَمُ مِمنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كذِبًا أَو قَال أوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شيْءٌ ومَن قالَ سَأُنزِلُ مثلَ مَا أنزَلَ اللهُ وَلوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ والْمَلائِكَة بَاسِطُوا أَيدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَق وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: ٩٢ - ٩٣].

وصدق الله مولانا العظيم.

ولْنُعِرْ الانتباهَ أنَّ النبي والرسولَ لا يتكلَّم بكلام إلا لِيَفهمَه السامعون والحاضرون، وإنْ لَم يفهموه -أو لا يكون ذلك الكلام قابلاً للفهم-، فما الفائدة بالتكلم به والتلفظ؟!.

* وإليه أشار الله -عز وجل- في كلامه المجيد: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَان قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إِبراهيم: ٤].

* وقال تعالى: {أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلنا عَلَيكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِن فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكرَى لقِوْمٍ يُؤْمِنُون} [العنكبوت: ٥١].

فكلامُ الله يَنزِلُ لهدايةِ البشر، والهداية لا تتأتَّى إلا بعد فَهمِه وإدراكِ مطالبِه، ولكنَّ الأمورَ منعكسةٌ عند الشيرازي تمامًا، فالكتابان اللذان يَعُدُّهما معجزةً من معجزاته منافستَينِ للقرآن في الفصاحة والبلاغة والمتفِّوقتين عليه من حيث المعاني والمطالب هما "تفسير سورة الكوثر" و"البيان" وكلاهما في اللغة العربية غيرُ لغة القوم، قومه.

ولَم يختَر هذه اللغةَ إلا لجهل الإِيرانيين بها وإرعابهم وتهديدهم بغزارةِ علمِه وكثرةِ فهمه، ونفاذِ بصيرته، وإظهارِ تفوُّقِه عليهم، وتغطيةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>