وأماكنها"، ولا يجدُ المقدرةَ على التعبير لقوله على حدِّه: ويستعملُ لها "مقعد" ولا يدركُ معناه، ولا يُفرق بين الفاعل والفعول في "لا يختلط اثنين"، وإعادة الضمير في "منهم"، ولا يشعر استعمال أداة الاستثناء في قوله: "إلا في مكانهما" ومواضع استعمالها، ولا يفرَقُ بين الأسماء والأفعال في "كل صنف كانوا في مكان"، ولا ينتبه لمعنى "النفع والتقوى"، حيث يجعلُهما مقارنًا لوضع الأصناف في مَحِلِّها، فأيُّ التقوى فيه؟!
ويجهلُ العمل لأداةِ الطلب والنهيَ في "لا تأمرون ولا تفعلون" وتصريف الأفعال في "لا ترضيون".
أوَ مِثل ذلك الجهولِ المفتري الكذابِ الدجَّال يريدُ منافسةَ القرآن كلام الله ربِّ العالمين؟!.
هذا مِن قِبَل الألفاظ والقواعد.
وأما من جهة المعاني، فهل مِثل هذا يكونُ كلام الله؟ معاذَ الله أن يكونَ كلامُه تلك الخرافاتِ والهذيانات.
فانظر كلامَ الله، ومعاذَ الله أن نُورِدَه للموازنة بتلك البذاءة والتفاهة، بل لتعطيرِ الأذهان، وتزكيةِ القلوب، وطهارةِ الأرواح بعد أدرانها وتلوُّثِها بتلك النجاسة الظاهرة والباطنة، ولانشراح الأنفس وابتهاجها بعدما انقبضت بسماع تلك المهمَلات والبَشِعات واشمئزازها.
* فيقول الله -عز وجل- في كتابه الخالد الذي:{لا يأتيه البَاطل مِن بين يًدَيه وَلا مِنْ خَلْفهِ}[فصلت: ٤٢] يقول فيه: {وَهذا كتَاب أَنزَلنَاه مبَارَك مصدق الذي بين يَدَيْهِ وَلتُنذرَ أُمَّ القُرَى ومًنْ حوْلها وَالَّذِينَ يُؤمنون بالآخرة