للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على العالَمين" (١).

° ويعتقد البابيون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس هو بخاتَم المَظَاهِر، كما صَرَّح ذلك المجنون، وحتى الشيرازي ليس بخاتم المظاهر: "يكونُ بعد ظهور من يُظهِرُه اللهُ ظهوراتٍ أخرى إلى ما لا نهاية لها" (٢).

° وهذا خلاف ما يعتقدُه البهائيون كما يقول البهاء المازندراني بأنه هو آخِرُ المظاهِرِ كما صَرَّح به في كتابه "إشراقات": "فلما أراد الخَلقُ البديع فَصْلَ النقطةِ الظاهرة المشرقة من أُفق الإرادة، وأنها دارت في كل بيتٍ على كل هيئة إلى أن بلغت مُنتهى المقام أمرًا من لدى الله مولى الأنام، وأنها هي مركزُ دائرةِ الأسماء ومختم ظهوراتِ الحروف في ملكوت الإنشاء، وبها بَرَز ما دَلَّ على السرِّ الأكتم الحاكي عن الاسم الأعظم في الصحيفة النوراء والورقةِ المقدسة المباركة البيضاء" (٣).

والبابيون ينكرون جميعَ أمورِ الآخرةِ -من القيامة والبعث والصراط والحساب والميزان والجنة والنار وغير ذلك-، مما يُقرُّها الإسلام وجميع الأديان السماوية الإِلهية الأخرى.

° أما القيامة، فيقول الشيرازي عنها: "إنها عبارةٌ عن وقتِ ظهورِ شجرةِ الحقيقة في كل الأزمنة مثلاً، إن بعثةَ عيسى كانت قيامةً لموسى، وبِعثةَ رسول الله قيامةً لعيسى، وبعثته هو قيامةً لرسول الله، وكل مَن كان


(١) "التراث اليوناني" ترجمة الدكتور البدوي (ص ٢٣٧).
(٢) البيان الثالث عشر من الواحد الرابع من البيان الفارسي.
(٣) "إشراقات" للمازندراني (ص ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>