للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجرته التي كان مسجونًا فيها على رواية البابيين، أو في المِرحاض الذي كان بجانبِ الحجرات للأسارى حسب رواية المسلمين.

لأنَّ الجنود أحاطوا كل الحجراتِ والطُرق المؤديةِ إلى خارج الساحة، وما لَبِثوا بُرهة يسيرة إلاَّ وقد عَثُروا عليه" (١).

واقتادوه إلى الساحة مرةً ثانية.

° وكان البابيون الموجودون هنالك بدؤوا يُذيعون ويُوسوِسون للناس: "أن الباب رَجع إلى غَيْبته، وارتفع إلى السماء، ولكنهم فشِلوا في تلك المحاولات، حيث وجدوه عاجلاً في إحدى الحجرات للثكنة العسكرية" (٢).

° وبدأ ذلك الدَّعيُّ الزور، والكاذبُ على الله، والمدَّعي للألوهية والربوبية يرتمي في أيديهم وأرجلهم ويسألُهم الرحمة.

° وشرع في تحريضهم على تشيُّعهم والاستعطاف والاسترحام بقوله: "أنا ابنُ رسول الله فلا تظلموني، ولا تَعدموني، فاتقوا اللهَ، واستحيوا من الرسول، ولا تقتُلوا ابنَه، ولم أُذنب مطلقًا" (٣).

ولكن ما أثَّرَت فيهم صرخاتُه هذه حيث عَلَّقوه بالحبل من جديد، وغيِّر الجنود المرتشون، وجيء بالوِحدة العسكرية الأخرى، فما أطلقوا الرصاصَ إلاَّ وقد مَزَّق جسدَه وسَقط كُتلةً واحدةً لحمًا وعظمًا ودمًا، حيث اختَرق جِسمَه بِضْعٌ وعشرون رصاصة لم تخطيء منها واحدة، فانهار قنصلُ


(١) "دائرة المعارف" لوجدي (ص ٧، ٨) نقلاً عن جوبينو الفرنساوي.
(٢) "دائرة المعارف" للبستاني (٥/ ٢٧)، و"نقطة الكاف" (ص ٢٤٩).
(٣) "نقطة الكاف" (ص ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>