° "وسيق الشيرازي والزنوزيُّ إلى محل الإِعدام، وَوُثِقا بحبلٍ من القنب المحكم بالعمود الغليظ الذي كان بجانب حُجرات الثكَنة العسكرية، فَرَبطوهما به، وعُلِّقا على ارتفاع من الأرض"(١).
وكان البابُ الشيرازي خائفًا مرتعدًا مرعوبًا نادمًا، بينما كان صاحبه رابط الجأش، وكان مِن بين الحاضرين لهذا المشهد القُنصل الروسيُّ أيضًا، ولم يكن يائسًا حتى ذلك الوقت، وكان يَرى أن عَمَله وخُطّتَه ستُجدي، وفِعلاً كاد أن يَظفرَ وينجحَ في مقاصِدِه لولا قُدرةُ القادِرِ القَهار.
° فإنه "لما أَطلَقَ الجُندُ الرصاصَ، ودَوَّتِ البنادقُ في الفضاء، واغبرت الساحةُ بالدُّخَانِ الكثيف، رأى الناسُ بعد إنكشافِ الدخان قتيلاً واحدًا ممزَّقًا مضرَّجًا بالدماء، ولا أثر للثاني (الشيرازي) هناك، حيث أُحكمت الرصاصة إلى الحبل الذي كان الشيرازي مشدودًا به وقُطعت بالتدبير المدبَّر من قبل، فتهلَّل وَجهُ القُنصل ورفاقة لَمَّا كانوا هَيَّؤوا الأسبابَ لاختطافه من قبلُ وإخفائه في أحدِ المنازل التابعة للقيصرية، أو انقاذِه من الموت على الأقل حسب الدستور الرائج: أن الذي ينجو من الموت مرَّة لا يُعدَم ثانية.
ولكنهم فشِلوا في المحاولتيْن، حيث لم يستطيعوا الذهابَ به إلى المكان المُمَهَّد له من قبل، والإشاعة بين الناس "أن المهدي لا يغلبه أحد ولا يَقتلُه أحد"، كما لم يتمكنَّوا مِن مَنْع جَرِّه إلى ساحةِ القتل مرَّةً أخرى، حيث قُبض عليه في مخبأه الذي اختبأ فيه هاربًا في ظلام الدُّخَان الكثيف في