للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما سواه، فَدَاه بَشَرُ سَنَةِ سِتِّين بالروح الجديد، وفاز العالَم سنةَ ثمانين بالنور الجديد والروح البديع" (١).

ومثله كثيرٌ في جميع كتبه وألواحه يطولُ بذِكره الكلام.

° وخلاصةُ القول: إن المازندراني البهاء ادَّعى وقال: "إنه هو مِصداقُ بشائرِ الشيرازي وأقوالِه، وإنه هو مَن يُظهِرُه اللهُ، ولأجل ذلك تلقَّب بالبهاء، حيث الشيرازي علي محمد الباب كان يلقِّبُ مَن يظهره الله بهذا اللقب، ويُكثِرُ استعماله في كلامِه بمناسبة أو بدون مناسبة".

° وقَطعُ النظر عن حقيقة هذا الادِّعاء وحقَّانيته في نفس الأمر نقول: "هذه أُكذوبة أخرى كبيرة عن البهائيين وبهائهم، ونتحيَّرُ كيف يَجترأُ على مثل ذلك رجلٌ يدَّعي النبوةَ والرسالة -بل الألوهية والربوبية-؟! مِع أنها لا تُتصوَّرُ من رجلٍ عاديٍّ سُوقيٍّ عامِّيٍّ؛ لأن كلام الشيرازي عن "من يظهره الله" كلامٌ واضحٌ لا غُبارَ عليه، حيث إنه وقتما يُبشِّرُ ويُخبِرُ عنه، يُعلن ويعرفُ وقتَ ظهوره أيضًا، كما أنه يبيِّنُ ببيانٍ واضحٍ وجَليٍّ أنه لا يَظهرُ إلا بعدما يَكمل دينُه "البابية" ويعتنقُه أكثر أهل العالَم، وخاصةً بعد دخول إيران كلِّها فيه، وليس هذا فحسب، بل إنه يُحدِّدُ التاريخَ كي يكونَ الناسُ على معرفةٍ وبصيرةٍ تامة.

° فيقول الشيرازى في بيانْه الفارسي ما معناه: "كل الأديانِ لا تقومُ قيامُتها إلا بعد وصولها درجةَ الكمال، فلمَا بَلَغ دين موسى هذه الغايةَ قامت قيامتُه ببعثة عيسى، وشريعة عيسى عند وصولها الغاية والعُروج


(١) "لوح العالم" للمازندراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>