"فالعناية" التي يُكثِرُ استعمالها المازندراني لفظةٌ فارسية بمعناها، وليست بعربية؛ لأن العناية معناها في الفارسية الحب والرحمة واللطف والكرم، وهذا ما يقصده ها هنا وفي المواضع الأخرى الكثيرة في "الأقدس" وغيره.
أما العناية في اللغة العربية، فمعناها "الحفظ والاهتمام" -كما لا يخفى على أحدٍ له أدنى صِلةٍ باللغة العربية-.
وأما استعمالُه "العناية" العربية في معناها الفارسي، لا يدلُّ إلاَّ على جهله بمدلولات الألفاظ ومنابعها.
والفقرهُ السابعة من "أقدسه" لا يتُقدَّرُ بلاغتُها وفصاحتُها بمقادير، فقد فاق بها الإِنسَ والجن، الأولين منهم والآخرين، وأجبَرهم على الخضوع والانحناء أمامَه، وأمام عبارته الرائعة البديعة، وأدهش الأخفشَ وسيبويهِ والخليلَ والصمعيَّ!! الفقرة التي لا يمكنُ لطلاَّبِ اللغةِ العربية في الابتدائية أن يأتوا بمثلِها في الرداءة والبذاءة، وسوءِ الصياغة، وضعفِ التأليف، ولو كان بعضُهم لبعض ظهيرًا!!.
° وإليكم الفقرةَ هذه:"لو يجدُ أحدٌ حلاوةَ البيان الذي ظَهر من فم مشيَّةِ الرحمن لينفقَ ما عنده ولو يكون خرائنُ الأرض كلُّها ليثبت أمرًا مِن أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف"(١).
° وأمَّا الفقرةُ الثامنة، فهي: "قل من حدودي يمرُّ عَرْف قميصي، وبها تُنصب أعلام النصر على القنن والأطلال، قد تكلم لسانُ قدرتي في