للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفهم-، كان الأجدرُ به أن يقول: "مِن قبله فقد فاز فوزًا عظيمًا، ومن امتنع فقط حَبِط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين"، ولكن كما قيل قديمًا في الفارسية: "النقل أيضًا يحتاج إلى العقل".

وهل هنا عاقل يتبارى لمضاهاة أفصح الكتب وأبلغها وأعلاها حكمةً وعلمًا وحسنًا وجمالاً ورونقًا، كتاب الله الخالق المتعال الكبير.

° ويقول في الفقرة الرابعة: "إنا أمرناكم بكَسرِ حُدودات النفسِ والهوى، لا ما رُقم من القلم الأعلى" (١).

فأولاً لفظة "حدودات" لا يَنطقُ بها العربُ؛ لأن "الحدَّ" جمعُه "حدود" لا غير.

وثانيًا: لا معنى لـ "حدودات النفس والهوى" أصلاً.

وثالثًا: لفظة "رقم" لا تحتاجُ إلى صلة "مَن" إن كان معروفًا، وتُوصَل بـ "الباء" إن كان مجهولاً، أي: "ما رُقم بالقلم الأعلى"، لا "من القلم الأعلى".

ورابعًا: الفقرة كلُّها مهمَلة، وإلاَّ فما المقصودُ من كسرِ حدوداتِ النفس والهوى، وعدم كسر ما رَقَمه القلمُ الأعلى؟!.

° والفقرةُ الثالثة من الكتاب "يا ملأَ الأرض، واعلَموا أن أوامري سُرُجُ عنايتي بين عبادي، ومفاتيحُ رحمتي لبريَّتي، كذلك نزَل الأمر من سماءِ مشيَّةِ ربِّكم مالك الأديان" (٢).


(١) "الأقدس".
(٢) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>