للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُثبت قطعًا أنه ليس من الوحي السماويِّ الإِلهيِّ الذي هو مُنزَّهٌ عن النقص والعيب اللفظي والمعنوي، وتنبئُ أنه لم يتفوَّه بها إلاَّ حاطبُ ليل لا يدري الهابلَ من الوابل والغث من السمين.

والباحثُ والقارئُ يدركُ أيضًا خلالَ عباراتِ "الأقدس" أنه تكلَّفَ مَحضَ محاولةٍ عابثةٍ لمنافسة القرآن سجعًا وإرسالاً وازدواجًا؛ لأن السجعَ والإِرسال والازدواج المهمَل لا يجعلُه مشابهًا للقرآن، بصرفِ النظرِ عن سياق الكلام وصياغته وتركيبه وألفاظه وحُروفه، وإلا ما كان لداعيةِ البهائية الكبير أبي الفضل الجلبائيجاني أن يردَّ على كتاب "يحيى صبح الأزل" أخ البهاء ومنافسِه في وصاية الباب وولايته قائلاً: "إنَّ كتابه -أي يحيى الماندراني- يحتوي على عباراتٍ عربيةٍ ركيكةٍ وسخيفةٍ وملفَّقةٍ على مِنوالِ آياتِ القرآن الشريف صورةً، ولكنها خاليةٌ عن المعنى، وغير مرتَّبةٍ، ومليئةٌ من الأغلاطِ اللفظيةِ والمعنويةِ، ومُخالِفة لقواعدِ اللغة العربية، حيث لا يمكنُ أن يَتحمَّل سماعَها مَن له أدنى إلمام باللغة العربية .. وهذا دليلٌ على أنه أسطورة بشريةٌ، لا نَغمةٌ سماوية" (١).

وقد يَصدُقُ كل هذا على كلام أخ "يحيى صبح الأزل"، حسين علي البهاء حيث كان نسيجًا وحدَه وإتباعًا لجَهولٍ واحدٍ علي محمد الباب الشيرازي، فلا يمكن أن يصيرَ القُبحُ حَسنًا، والحسنُ قُبحًا بتبديل الأشخاص، فإنَّ النَّقص نَقص، والكمالَ كمال، نُسب إلى مَن كان وأيٍّ كان" (٢).


(١) "مجموعة رسائل" للجلبائيجاني (ص ١٤٥، ١٤٦، ١٤٧) ط مطبعة سعادة بمصر. سنة ١٩٢٠ م.
(٢) "البهائية" لإحسان إلهي ظهير.

<<  <  ج: ص:  >  >>