للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل أولي العزم (١).

ففي الأثر السابق قبل هذا أن الإِمام يَسمعُ صوتَ الملائكة، ولا يرى أشخاصهم .. وفي هذا الأثر أن السماعَ للصوت دون الرؤية للشخص إحدى درجاتِ النبوة عندهم.

ٍفالأئمة إذن أنبياءُ؛ لأنهم يسمعون أصواتَ الملائكةِ من غيرِ أن يروهم.

° ولما كانت هذه هي مرتبةُ الإمام في عُرفِ الإمامية، فقد أَلزمت الناسَ بطاعته، كما ورد ذلك عن أبي عبد الله، حيث قال: "أُشرِكَ بين الأوصياء والرسل في الطاعة" (٢) مما جعل بعضَ الشيعة يستفسرُ من جعفر الصادق عن مكانةِ الإِمام الذي قد أمر بطاعته: أيوحَى إليه أم لا؟ فأجاب أبو عبد الله -جعفر الصادق- بأنْ: نعم، كما رواه الكليني، حيث قال: "إن المُفضَّلَ سأل أبا عبد الله بقوله: "جُعلتُ فداك، يَفرضُ اللهُ طاعةَ عبدٍ على العباد، ويَحجُبُ عنه خَبَر السماء؟ قال أبو عبد الله: لا، اللهُ أكرمُ وأرحمُ وأرأف بعباده من أن يفرضَ طاعةَ عبدٍ على العباد، ثم يحجبُ عنه خبر السماء صباحًا ومساء" (٣).

° ويقول الشارح "للكافي": "كيف يَفرضُ الله سبحانه وتعالى على الناس طاعةَ عبدٍ، وهو ليس له من العلم ما يحتاجونه؟! بل اللهُ أعزُّ وأكرمُ


(١) "الكافي" (٣/ ١٢٣).
(٢) "الكافي" (٤/ ٦١).
(٣) "الكافي" (٣/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>