وإن كان من كبارِ الأولياء، أو من الرجال الكاملين، أو فردًا عظيمًا من أفراد أهل البيت.
إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شمس مشرقة للعالَم كلِّه، وكل مَن عداه -سواء كان من الصحابة الكرام، أم المجدِّدين، أو مؤسِّسي الحكومات والممالك، أو قادة الثورات-، فهو ذَرَّةٌ تستنيرُ بنورِ هذه الشمس المشرقة وتُنير، وهو ترابٌ يتحوَّل إلى أكسيد، وحديد "حجر الفلاسفة"، وهو أحقُّ وأجدرُ بالوصف الذي جاء في بيتين عربيين قديمين:
وما ذاك إلاَّ أن هِندًا عشيةً … تمشَّت وجَرَت في جوانبه بُرْدا
فهذه المحبةُ التي أوجبها الشرعُ لنبينا - صلى الله عليه وسلم -، إلاَّ أنها لم تَصْفُ ولم تَسلمْ للشيعة -بسبب عقيدةِ الإِمامة- كما أَمر بها الشرعُ، وكما هي موجودة عند أهل السنة، لأنهم جَعلوا له مساويًا في الصفات، ومِن ثَمَّ يكونُ مساويًا له في الحب وهم الأئمة المعصومون، وليس هذا افتراءً عليهم، بل هو واقع يلمسُه كل مَن عاش بين أظهُرِهم".
° فها هو -وهو من عاش في بلادهم وطاف بها- مثبتًا ذلك، حيث يقول في كتابه "صورتان متضادتان" (ص ٥ ١٠ - ١٠٦): "ولكنَّ هذه المعتقداتِ عن الإِمامة والأئمة لا تُعارِضُ الإِعجابَ والحُبَّ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فحسب بل إنها تضادُّة وتتصادم معه، فكانت النتيجةُ الطبيعيةُ والنفسيةُ أن الشيعةَ لم يتمكَّنوا من تأليفِ كتابٍ قويٍّ مؤثِّر في السيرة النبوية، ولا أن شُعراءَهم النابغين وقفوا إلى نَظم نبوياتٍ قويةٍ مؤثَِّرة، ومدائح نبويةٍ تتجلَّى فيها العاطفةُ القلبية في المديح الشِّعري للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وتتدفق فيه القريحة