للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث": "أقول: لقائلٍ أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفِّرةً على نَقلِ القرآن وحِراستِه والاعتناء به من قِبَل المؤمنين، فكذلك كانت هذه الدواعي متوفرةً لدى المنافقين على تغييره وتحريفِه المغيِّرَينِ للخلافة والمبدِّلينِ للوصية؛ لأنَّ هذا القرآنَ تضمَّن ما يخالفُ آراءهم وأهواءَهم.

ولقائل أن يقول: "إنه ما تغيَّر في نفسه، وإنما التغييرُ في كتابتهم إياه أو تلفُّظهم به، فإنهم ما حرَّفوا إلاَّ عند نَسْخهم من الأصل، وبَقِيَ الأصلُ على ما هو عليه عند أهله، وهم العلماء به".

فما هو عند العلماء به ليس بمحرَّف، وإنما المحرَّف ما أظهروه لأتباعهم" (١).

° وثامنهم: عالمُ الإمامية الفقية صاحب كتاب "تفسير القرآن" السيد "هاشم البحراني"، قال ذلك في مقدمة تفسيره في الفصل الرابع تحت عنوان "بيان خلاصة أقوال علمائنا في تفسير القرآن وعدمه، وتزييف استدلالِ مَن أنكر التحريف.

° وتاسعُهم: الشيخ "أبو علي الطبرسي" في "مجمع البيان" فقد قال: "وإلى طبقتِه لم يُعرَفِ الخلافُ صريحًا إلاَّ مِن هؤلاء المشايخ الأربعة" (٢).

والمشائخُ الأربعة هم مشايخ الإِمامية الذين قالوا بعدم تحريفِ كتاب اللَّه بخلاف بقية علمائهم وهم: "ابن بابويه القُمِّي" أستاذ الفقيه المفيد الذي


(١) "الصافي" لفيض الكاشاني (١/ ٣٥، ٣٦)، المقدمة السادسة.
(٢) "فصل الخطاب" (ص ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>