للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المداراة والمماشاة مع المخالفين (١)، فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقلِ كلامِ الحسن وقتادة والضحاك والسُّدِّي وابن جريج والجُبَّائي والزجَّاج وابن زيد وأمثالهم، ولم يَنقل عن أحدٍ من مفسِّري الإمامية، ولم يَذكر خبرًا عن أحدٍ من الأئمة عليهم السلام إلاَّ قليلاً .. وممَّا يؤكِّد كونَ وَضْعِ هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل "علي بن طاوس" في "سعد السعود"، وهذا لفظه: "ونحن نذكر ما حكاه جَدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب "التبيان"، وحَمَلَتْه التقية على الاقتصار .. إلخ" (ص ٣٥).

° "ولم يُعْرَفِ الخلافُ صريحًا (٢) إلاَّ من هذه المشايخ الأربعة كذا -أي: الصدوق والمرتضي والطوسي والطبرسي-"، ولعل المتتبعَ يجدُ صِدقَ ما قلناه، ومع ذلك كلِّه فَالمُتَّبَعُ هو الدليلُ وإن لم يذهب إليه إلا القليل" (ص ٣٦).

° فهؤلاء علماءُ الإمامية وآياتُهم الملاعين، القائلون بتحريف القرآن والتغيير، الحاطُّون من قَدْرِ كتابِ الله وقَدْرِ مَن أُنزل عليه - صلى الله عليه وسلم -، وهم أعداؤه


(١) قوله: "طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين" يريد أن أسلوبه في الكتاب انبنى على أقصى درجات التقية، ومجاملة المخالفين من أهل السنة والجماعة. ومع ذلك فإن فيه من تحريف المعنى ما هو أشد من تحريف اللفظ، والنتيجة واحدة لإثبات تحريف القرآن لفظًا ومعنى، أو معنى فقط للتقية وانظر دراسة الشيخ الدكتور علي السالوس لهذا التفسير فقد أتى بالأمثلة الواضحة الكثيرة المتنوعة لتحريف هذا الإِمام، وهذا مهم؛ لأن تفسير الطبرسي "تفسير مجمع البيان" من أشهر تفاسيرهم.
(٢) قوله: "ولم يُعرف الخلاف صريحًا .. " أقول: وهو في هذا صادق. حيث لم يصرّح بعدم النقص والتحريف في القرآن خلافًا لما عليه الأئمة والعلماء وعامة أهل الطائفة إلا أربعة أشخاص على سبيل التقية. حيث من المعروف أن تكذيب الإِمام، أو القول بخلاف ما يقوله ويراه، كفر في الدين ومحاربة لله رب العالمين في عقيدتهم لا يقدم عليه الشيعي إلا من باب التقية ويكون مع ذلك مأجورًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>