للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرُهما الفيلسوفَ على النبي.

وأما الذين يقولون: "إن النبي كان يعلمُ ذلك"، فقد يقولون: "إن النبي أفضلُ من الفيلسوف؛ لأنه عَلِم ما عَلِمه الفيلسوفُ وزيادةً، وأمكنه أن يخاطِبَ الجمهورَ بطريقةٍ يَعجِزُ عن مثلها الفيلسوفُ" .. وابنُ سينا وأمثاله من هؤلاء.

وهذا في الجملة قولُ المتفلسفةِ والباطنية، كالملاحدة الإسماعيلية، وأصحابِ رسائل "إخوان الصفا"، والفارابي وابن سينا والسُّهْرَوَرْدي المقتول وابن رُشد الحفيد، وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقةِ المشايخ المتقدِّمين من أهل الكتاب والسنة، كابن عربي وابن سبعين وابن الطفيل صاحب رسالة "حي بن يقطان"، وخَلق كثير غير هؤلاء" (١).

° وقد خَصَّ شيخُ الإسلام قسمًا كبيرًا من هذا الكتاب العظيم في تتبعِ سقَطاتِ ابن سينا وضلالاته، وبيان ما فيها من زيفٍ وانحرافٍ بالحجة والبرهان على طريقةِ السلف الصالح من لدن صحابةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن تَبِعهم بإحسانٍ من الأئمة والعلماء المشهودِ لهم بالعلمِ والإيمان والاستقامة والعرفان.

° وقال ابن تيمية عن تسمية ابن سينا للَّوح المحفوظ بالنفس الفلكيَّة: "وقد بَينا أن اللوحَ المحفوظَ الذى ذَكَره الله ورسوله ليس هو "النَّفسَ الفلكية" وابنُ سينا ومَن تبعه أخذوا أسماءَ جاء بها الشرعُ، فوضعوا لها مسَمَّياتٍ مخالِفةً لمُسَمَّياتِ صاحبِ الشرع، ثم صاروا يتكلمون بتلك


(١) "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (١/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>