الاعتقاد الانسلالَ من الدين، وفي العمل نيلَ الملذَّات، واستباحةَ الحظورات. ومنهم مَن لم يَبْرَحْ على تعثيره، ففاتته الدنيا والآخرة؛ مثل ابن الراوَندي، والمَعرِّي.
° وعن التنوخي قال:"كان ابن الراوَندي ملازمَ الرافضة، وأهلَ الإِلحاد، فإذا عَوتب قال: انما أريد أن أعرفَ مذاهبهم، ثم كاشَفَ وناظر".
° قال ابنُ الجوزي:"مَن تأمل حالَ ابنِ الراوندي، وَجَده من كبارِ المُلحِدة، وصَنَّف كتابًا سماه "الدامغ"، زعم أنه يَدمغُ به هذه الشريعةَ؛ فسبحان مَن دَمَغه، فأخذه وهو في شرخ الشباب!! ".
وكان يعترضُ على القرآن، ويدَّعي عليه التناقضَ وعدمَ الفصاحة"، وهو يعلم أن فُصحاءَ العرب تحيَّرت عند سماعِه، فكيف بالأَلكَن؟! "(١).
° قال ابنُ كثير:"أحدُ مشاهير الزندقة، كان أبوه يهوديًّا، فأظهر الإسلام، ويقال: إنه حَرف التوراة، كما عادى ابنُه القرآن، وألحد فيه، وصَنَّف كتابًا في الرد على القرآن سماه "الدامغ"، وكتابًا في الرد على الشريعة والاعتراضِ عليها سماه "الزمردة"، وكتابًا يقال له "التاج" في معنى ذلك.
° قال الجُبَّائي: قرأتُ كتابَ هذا المُلحِدِ الجاهل السفيهِ ابنِ الراوندي، فلم أجِدْ فيه إلاَّ السَّفَةَ والكَذبَ والافتراء، قال: وقد وَضع كتابًا في قِدَم العالم، ونفيِ الصانع، وتصحيحِ مذهب الدهرية، والردِّ على أهلِ التوحيد، ووَضَع كتابًا في الرد على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعةَ عَشَر موضعًا، ونَسَبه إلى الكذب -يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم -، وطَعَن على القرآن، ووضع
(١) "تلبيس إبليس" لابن الجوزي (ص ١١١ - ١١٢) - مطبعه الجزيرة - دار السلام - مصر.