كتابًا لليهود والنصارى، وفَضَّل دينَهم على المسلمين والإِسلام، يَحتجُّ لهم فيها على إبطالِ نبوَّةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، إلى غيرِ ذلك من الكُتب التي تبيَن خروجَه عن الإسلام .. نَقَل ذلك ابن الجوزي عنه.
° وقد أورد ابن الجوزي في "منتظَمه" طَرَفًا من كلامه وزندقته وطَعْنِه على الآيات والشريعة، ورَدَّ عليه في ذلك، وهو أقل وأخسُّ وأذلُّ من أن يُلتفتَ إليه وإلى جهله وكلامِه وهَذَيانِه وسَفَهِه وتموُّهِه، وقد أَسند إليه حكاياتٍ من المَسْخرة والاستهتارِ والكفرِ والكبائر؛ منها ما هو صحيحٌ عنه، ومنها ما هو مفتعَل عليه ممن هو مثله، وعلى طريقِه ومَسلكِه في الكفر والتستر في المسخرة، يُخرجونها في قوالبَ مسخرة، وقلوبهم مشحونة بالكفر والزندقة، وهذا كثيرٌ موجود فيمن يَدَّعي الإسلام، وهو منافقٌ، يتمسخرون بالرسول ودينِه وكتابه، وهؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: ٦٥ - ٦٦].
وقد كان أبو عيسى الوَراق مصاحبًا لابن الراوندي -قبَّحهما الله-، فلما عَلِم الناسُ بأمرهما طَلب السلطانُ أبا عيسى، فَأُودع السجنَ حتى مات .. وأما ابنُ الراوندي؛ فلجأ إلى "ابن لاوي" اليهودي، وصَنَّف له في مدة مُقامِه عنده كتابه الذي سماه "الدامغ"، فلم يلبث بعده إلاَّ أيام يسيرةً حتى مات -لعنه الله-، ويقال: إنه أُخِذَ وصُلِب.
° قال أبو الوفاء بن عقيل: "ورأيت في كتابٍ مُحقَّقٍ أنه عاش ستًّا وثلاثين سنةً، مع ما انتهى إليه من التوغُّل في المخازي في هذا العمرِ