للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالأولياء هم الذين لهم الإِنباءُ العام، وبهذا يتضحُ أنه يعتقدُ بقاءَ النبوة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وليس لأحدٍ أن يسألَه؛ لأن علومَ الأولياء لها مَصدرٌ فوق النقدِ، كما وَرَد عن أحدِ أسلافه من أقطابِ الصوفية وهو يَزيدُ البِسْطامي، حيث قال: "أخذتم علمَكم ميتًا عن مَيْتٍ، وأخذنا عِلمنا عن الحيِّ الذي لا يموت" (١).

° وبعد هذا التقرير النظري الذي انتهى منه ابنُ عربي إلى إثباتِ النبوة العامة، يَشْرعُ هو في دعوى الاتصال بالله، وأنه كَتب كتابه "فصوص الحكم" "تحت تأثير من الوحي والإِلهام فأنزل في سطورها ما أُنزل به عليه، لا ما قَضى به منطقُ العقل" (٢) كما ورد نصُّ ذلك في مقدمة "الفصوص" حيث قال: "فما أُلقي إلاَّ ما يُلقَى إليَّ، ولا أُنزل في هذا المسطور إلاَّ ما يُنزل به عليَّ" (٣).

° ولَمَّا كان يدَّعي أن الولاية كالنبوة لها خاتم "واحد لا في كلِّ زمان، بل هو واحدٌ في العالَم يَختمُ به الله الولاية المحمدية، فلا يكونُ في الأولياء المحمَّديين أكبرُ منه" (٤).

° فإنه يزعمُ أنه هو ذلك الخاتمُ بقوله: "فإني أنا الخَتمُ، لا وَلِيَّ بعدي ولا حاملَ لعهدي بفقدي، تذهبُ الدول وتلتحقُ الأُخريات بالأول" (٥).


(١) "الفتوحات المكية" (٢/ ١٣٥).
(٢) "محقِّق الفصوص" أبو العلا عفيفي (ص ١٠).
(٣) "فصوص الحكم" (٤٨).
(٤) "الفتوحات" (٢/ ١١).
(٥) "عنقاء مغرب" (ص ١٥) من "الصلة بين التصوف والتشيع" (ص ٤٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>