للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَم يَبْقَ كفرٌ لَم يُلابِسْه عامِدًا … ولَم يتورَّطْ فيه غيرَ مُحاذِرِ

وقال: سيأتينا مِنَ الهين خاتَمٌ … من الأولياءِ للأولياءِ الأكابرِ

له رُتبةٌ فوقَ النبيِّ ورُتبةٌ … له دُونَه فاعْجَبْ لهذا التنافرِ

فرُتبتُه العَليا تقولُ لأخذِهِ … عن الله لا وحيًا بتوسيطِ آخَرِ

ورُتبتُه الدنيا تقول لأنه … من التابعيَّةِ في الأمور الظواهِر

وقال اتِّبِاعُ المصطفى ليس واضعًا … لمقداره الأعلى وليس بحاقِرِ

فإن تدْن منه لاتِّباعٍ فإنه … يرى منه أعلى من وجوهٍ أواخِرِ

ترى حالَ نقصانٍ له في اتَباعه … لأحمدَ حتى جاء بهذي المعاذِرِ

فلا قدَّس الرحمنُ شخصًا يُحِبُّه … على مَن يَرى مِن قبحِ هذه المَخابِرِ

وقال بأنَّ الأنبياءَ جَميعَهم … بمشكاة هذا تستضيء في الدياجِرِ

وقال: فقال الله لي بعدَ مُدةٍ … بأنك أَنت الخَتمُ ربُّ المَفاخِرِ

أتاني ابتدأ بيضاء سطَّر ربُّنا … بإنقاذِه في العالَمين أوامِري

وقال: فلا تَشْغَلك عني ولايةٌ … وكنْ كل شهرٍ طُول عُمرِك زائري

فرِفْدُك أجزَلنا وقَصدك لَم يَخِبْ … لدينا، فهل أبصرتَ يا ابنَ الأخايِرِ

بأكذبَ مِن هذا وأكفَرَ في الورى … وأجرأَ على غَشَيانِ هذي الخواطِرِ؟!

فلا يدعو مَن صدَّقوه ولايةً … وقد خُتمت فليؤخَذوا بالأقادِرِ

فيا لعباد الله ما ثَمَّ ذو حِجًى … له بَعض تمييزٍ بقلبٍ وناظِرِ؟!

إذا كان ذو كفر مطيعًا كمؤمنٍ … فلا فَرق فينا بين برٍّ وفاجِرِ

كما قال هذا: إن كل أوامرٍ … منَ الله جاءت فهى وفِق المقادرِ

فلِمَ بُعثت رسْلٌ وسُنَّت شرائعٌ … وأنزل قرآنٌ بهذي الزواجِرِ؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>