للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ذلك في "باب الوصية" من "شرح المنهاج"، ونَقَله الكمالُ الدُّمَيْري، والتقيُّ الحصني.

° وقال الحافظ تقيُّ الدين الفاسي في كتابه فيه: "وقد أحرقتُ كتبَ ابنِ عربي غيرَ مرَّةٍ".

° ومنهم العلاَّمة القاضي شَرف الدين عيسى بنُ مسعود الزواوي (١) المالكي شارح "صحيح مسلم"، فقال (٢): "وأما ما تضمَّنه هذا التصنيفُ من الهذيان، والكفرِ والبهتان، فهو كلُّه تلبيسٌ وضَلال، وتحريفٌ وتبديل، فمن صَدَّق بذلك واعتقد صحَّته كان كافرًا ملحدًا، صادًّا عن سبيل الله، مخالفًا لسُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، مُلحدًا في آيات الله، مُبَدِّلا لكلماته، فإنْ أظهَرَ ذلك، وناظَرَ عليه، كان كافرًا يستتاب، فإن تاب، وإلاَّ قتِل، وإن أَخفى ذلك، وأسرَّه كان زنديقًا، فيُقتل متى ظَهَر عليه، ولا تُقبل توبته إن تاب؛ لأن توبتَه لا تُعرف، فقد كان قَبلَ أن يظهرَ عليه يقولُ بخلافِ ما يُبطِن، فعلم بالظهور عليه خُبثُ باطنِه، وهؤلاء قومٌ يسمَّون "الباطنية"، لَم يزالوا من قديم الزمان ضُلاَّلاً في الأمة، معروفِين بالخروج من الملَّة، يُقتلون متى ظَهَر عليهم، ويُنفَون من الأرض، وعادتُهم التَّمَصْلح والتديُّن، وادعاءُ التحقيق، وهم على أسوإ طريق، فالحذر كلَّ الحذرِ منهم، فإنهم أعداءُ الله، وشرٌّ من اليهود والنصارى؛ لأنهم قومٌ لا دينَ لهم يتَّبِعونه، ولا ربَّ


(١) ولد سنة ٦٦٤ هـ، وتوفي سنة ٧٤٣ هـ، وانتهت إليه رئاسة الفتوى في المذهب المالكي بمصر والشام، وقد شرح "صحيح مسلم" في اثني عشر مجلدًا وسماه "إكمال الإكمال".
(٢) انظر نص الفتوى في "العلم الشامخ" (ص ٤٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>