المسلمين- مِن أن يَحتاجَ أن يستشهدَ عليه بنصٍّ خاصٍّ، فمن قال: إن عبَّادَ الأصنام لو تركوهم لَجَهِلوا من الحقِّ بقَدْرِ ما تركوا من هؤلاء، فهو أكفرُ من اليهود والنصارى، ومَن لَم يكفِّرْهم فهو أكفرُ من اليهود والنصارى، فإن اليهودَ والنصارى يكفِّرون عبَّادَ الأصنام، فكيف مَن يَجعل تارك عبادةِ الأصنام جاهلاً من الحق بقَدْرِ ما تَرَك منها؟ مع قوله:"فإن العالِمَ يَعلمُ مَن عَبَد، وفي أيِّ صورةٍ ظَهَر حتى عَبد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاءِ في الصورة المحسوسة، وكالقوى المعنوية في الصورة الرُّوحانية، فما عُبد غير الله في كلِّ معبود"، بل هو أعظمُ من كفرِ عبَّاد الأصنام، فإن أولئك اتَّخذوهم شفعاءَ ووسائطَ، كما قالوا:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر: ٢].
* وقال الله تعالى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}[الزمر: ٤٣].
* وكانوا مقرِّين بأن الله خالقُ السماوات والأرض، وخالقُ الأصنام، كما قال تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥].
* وقال تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}[يوسف: ١٠٦].
° قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "تسألهم: مَن خَلَق السماواتِ والأرضَ؟ فيقولون: الله .. ثم يعبدون غيره"، وكانوا يقولون في تلبيتهم:"لبيك لا شريكَ لك، إلاَّ شريكٌ هو لك، تَملِكُه وما مَلَك"، ولهذا قال تعالى: