وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام -لَما قَدِمَ القاهرة وسألوه عنه- قال: "هو شُيخُ سَوءٍ كذابٌ مقبوح، يقول بقِدَم العالَم، ولا يحرِّم فَرجًا".
فقوله: "يقول بقِدَم العالَم"؛ لأن هذا قوله، وهذا كفرٌ معروف، فكَفَّره الفقيه أبو محمد بذلك، ولم يكن بعد ظَهَر مِن قوله: "إن العالَم هو الله، وإنَّ العالَم صورةُ اللَّهِ وهويَّة الله"، فإن هذا أعظم من كفرِ القائلين بقِدَم العالم، الذين يُثبِتون واجبَ الموجود، ويقولون: "إنه صَدَر عنه الوجود المُمكن".
° وقال عنه مَن عايَنه من الشيوخ: "إنه كان كذَّابًا مفترِيًا"، وفي كتبه -مثل "الفتوحات المكية" وأمثالها- من الأكاذيب ما لا يَخفى على لبيب، هذا وهو أقرب إلى الإسلام من ابنِ سَبعين، ومن القونوي، والتلمساني، وأمثالِه من أتباعه، فإذا كان الأقربُ بهذا الكفر -الذي هو أعظم من كفرِ اليهود والنصارى-، فكيف بالذين هم أبعد عن الإسلام؟ ولَم أَصِفْ عُشْرَ ما يذكرونه من الكفر.
ولكن هؤلاء التَبَس أمرهم على مَن لَم يَعرِفْ حالَهم، كما التبس أمرُ القرامطةِ الباطنيةِ لَمَّا ادَعَوا أنهم فاطِميُّون، وانتَسبوا إلى التشيُّع، فصار المتَّبِعون مائلين إليهم، غيرَ عالمِين بباطنِ كُفرهم.
ولهذا كان مَن مال إليهم أحدَ رجلين: إما زنديقًا منافقًا، وإما جاهلاً ضالاًّ.
وهكذا هؤلاء الاتِّحادية: فرؤوسهم هم أئمة كُفرٍ يَجبُ قَتلهم، ولا