يَخفى على مؤمن، وقد حدَّثني أحدُ أعيانِ الفضلاء: أنه سَمع الشيخَ إبراهيمَ الجعبري -رحمة الله عليه- يقول:"رأيتُ ابنَ عربي -وهو شيخٌ نجس- يُكذِّبُ بكلِّ كتابٍ أنزله الله، وبكل نبيٍّ أرسله الله"، ولقد صدق فيما قال، ولكنَّ هذا بعضُ الأنواع التي ذَكرها من الكفر.
° وكذلك قولُ أبي محمد بنِ عبدِ السلام:"هو شيخُ سَوءٍ، مقبوحٌ كذاب، يقول بقِدَم العالَم، ولا يُحرِّمُ فَرْجًا"، هو حقٌّ عنه؛ لكنه بعضُ أنواع ما ذكره من الكفر، فإن قوله [هذا حين] لم يكن قد تبيَّن له حالُه وتحقق، وإلاَّ فليس عنده ربٌّ وعالَم، كما تقوله الفلاسفة الإلهيون، الذين يقولون بوجبِ الوجود، وبالعالم الممكن، بل عنده وجودُ العالَم هو وجودُ الله، وهذا يطابقُ قولَ الدهرية الطبائعية، الذين يُنكِرون وجودَ الصانعِ مطلقًا ولا يُقِرُّون بوجود واجبٍ غيرِ العالَم -كما ذَكر الله عن فرعون وذَوِيه-، وقولُه مطابقٌ لقول فرعون، لكنَّ فرعونَ لم يكن مقرًّا بالله، وهؤلاءُ يقرُّون بالله، ولكن يُفسِّرونه بالوجود الذي أقرَّ به فرعون، فهم أجهلُ من فرعونَ وأضلُّ، وفرعونُ أكفرُ منهم: إذ في كُفرِه من العنادِ والاستكبارِ ما ليس في كفرهم، كما قال تعالى:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}[النمل: ١٤]، وقال له موسى - عليه السلام -: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ}[الإِسراء: ١٠٢].
° وجُمَّاعُ أمرِ صاحبِ "الفصوص" وذَوِيه: هدمُ أصولِ الإيمان الثلاثة؛ فإن أصول الإيمان:"الإيمان بالله، والإيمان برُسُله، والإيمان باليوم الآخر".