(٢) يزعمُ أنه ليس في الوجود متناقضاتٌ، ولا أضدادَ ولا أغيارَ -بل ولا أمثال-، إذ الوجودُ كله حقيقةٌ واحدة، والحقيقةُ الواحدةُ لا يقالُ عنها: إنها تُنَاقِض أو تُضادُّ، أو تغايرُ، أو تُماثِلُ نفسَها ولهذا يؤمنُ الزنديقُ أن القِدَمَ عَينُ الحدوثِ والفوقَ عينُ التحت، وَالنورَ عينُ الظلمة، والأولَ عينُ الآخِرِ، والأزلَ عينُ الأبد، والآن عينُ الماضي وعينُ المستقبل، وهذه هي الأطرافُ الوجوديةُ والمكانيةُ والزمانيةُ التي يزعمُ ابنُ الفارض أنها تعانقت عنده، والتي يقولُ بعدَها: إنه حين رأى النقيض عينَ نقيضه، والضد والغَيْرَ نفسَ ضده وغيرِه، انجَلَت عن بصيرته أوهامُ السِّوية، والغَيرية، فبَدَت له الحقيقةُ التي غلَّفتها بالستر =