للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقصى التوحُّد مع الله وتسعى إليه.

ولم يكن بوسعِ صلاحِ الدين أن يتركَ هذا الزَّيغَ ينتشرُ في الناسِ، لا سيما وهو غارقٌ في الحروبِ مع الكفَّارِ، وكان تراصُّ الجبهةِ الإسلاميةِ ضرورةً مطلقةً لدَحرِ الاحتلال الصليبي (١).

° وفي "عيون الروضتين" لأبي شامة في ذكر صلاحِ الدين أنه كان "مُبغضًا للفلاسفة والمعطِّلة والدَّهْريَّة، ومَن يُعاندُ الشريعةَ المُطَهَّرة.

وقد أَمَر ولده "الظاهر" صاحبَ حلب بقَتلِ شابٍّ كان نَشَأَ يُقال له السُّهْرَوَردي، قيل عنه: إند كان معاندًا للشرائع مُبْطلاً، وكان قد قَبَض عليه ولدُه المذكور لِمَا بلغه مِن خَبَره، وعَرَّف السلطَانَ به، فأمَر بقتله وصَلْبه أيامًا، فقَتَله" (٢).

° وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" عن "صلاح الدين": "كان كثيرَ التعظيم لشرائع الدين .. كان قد صَحِبَ ولدَه "الظاهر" وهو بحلب شابٌّ يقال له "الشهاب السُّهرورديُّ"، وكان يَعرف الكيميا وشيئًا من الشعْبذة والأبوابِ النيرنجيات، فافتُتِن به ولدُ السلطان "الظاهرُ" وخالَفَ فيه حَمَلَةَ الشرع، فكتب إليه أنْ يَقتلَه لا محالة، فصَلَبه عن أمرِ والدِه وشَهَرَه .. وُيقال: بل حَبَسه بيْن حَيطيْنِ حتى مات كمدًا، وذلك في سنة سِتٍّ وثمانين وخمسِمئة" (٣).


(١) انظر "صلاح الدين الفارس المجاهد، والملك الزاهد المُفْترى عليه" (ص ٥٦ - ٦١) لشاكر مصطفى - دار القلم - دمشق. و"شخصيات قلقة" للدكتور عبد الرحمن بدوي.
(٢) "عيون الروضتين في أخبار الدولتين" لأبي شامة (٤/ ٣٨٥) - مؤسسة الرسالة.
(٣) "البداية والنهاية" (١٣/ ٦) - دار الريان - للتراث.

<<  <  ج: ص:  >  >>