للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمَاوَاتُ شَيِّقَاتٌ ظمَاءُ … وَالفَضَا والنُّجُومُ والأضْوَاءُ

كُلُّهَا لَهْفَةٌ إلَى العَلَمِ الْهَا … دِي وشَوْقٌ لِذَاتِهِ وَاحْتِفَاءُ

تنظَم في مَدحه الأشعار، وتُدبَّج فيه المَقاماتُ الكبار، وتُنقل في الثناء عليه السِّيرُ والأخبار، ثم يَبقى كنزًا محفوظًا لا يُوفِّيه حقَّه الكلام، وعَلَمًا شامخًا لا تُنصِفُه الأقلام، إذا تحدَّثنا عن غيره عَصَرْنا الذكريات، وبَحَثْنا عن الكلمات، وإذا تَحدَّثْنا عنه تَدَفَّقَ الخاطرُ، بكل حديث عاطر، وجاش الفؤادُ بالحبِّ والوِداد، ونَسِيَتِ النفسُ همومَها، وأغفَلَتِ الروح غمومَها، وسَبَّح العقلُ في ملكوتِ الحُبِّ، وطاف القلب بكعبةِ القرب، هو الرمزُ لكل فضيلة، وهو قبَّةُ الفَلَكِ خِصالٌ جميلة، وهو ذُروةُ سَنام المجدِ لكلِّ خلالٍ جليلة.

مرحبًا بالحبيب والأريب والنجيب، الذي إذا تحدَّثتُ عنه تزاحمت الذكريات، وتسابقت المشاهدُ والمقالات.

صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه! وسَلَّمَ الله ذاك الوجهَ ما أبهاه! وبارك اللهُ على ذاك الأُسوةِ ما أكمَلَه وأعلاه! عَلَّمَ الأُمةَ الصِّدقَ وكانت في صحراءِ الكذبِ هائمة، وأرشَدَها إلى الحقِّ وكانت في ظُلماتِ الباطل عائمة، وقادها إلى النور وكانت في دياجيرِ الزور قائمة ..

وَشَبَّ طِفْلُ الهُدَى المَحْبُوبُ مُتَّشحًا … بِالخَيرِ مُتَّزِرًا بِالنُّورِ وَالنَّارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>