للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَمِلَتِ المنكرات، وارتَكبت الفواحش، وأطلَقت نفسَها للشهوات، وقَدَّمَتْها فريسةً لكلِّ مفترسٍ، وصيدًا لكلِّ مصطاد، فتَهتَّكت، ونزلت في السَّفالةِ والوَضَاعةِ إلى أدنى حدٍّ، واقتَرَفت من المعاصي والمآثم إلى غاية، حتى اضْطَرَبَ رِفاقُها وزملاؤها في السفر، وصرخوا بأعلى الصوت من لهيبها واحتراقِها وطُغيانها، "فسَبُّوها ولَعنوها وقَدَّموا الشكاوى منها إلى مقام الحَضْرة "الشيرازي"، فردَّ عليهم "الشيرازي": "ماذا عسى أن أقولَ فيمن سَمَّاها لسانُ العظمة والقدرة: "الطاهرة"؟! " (١)، "ولا تُرَدُّ الطاهرةُ في حُكمها، فإنها أدرى بمواقع الأمر من غيرها" (٢).

وذَمَّ "الشيرازيُّ" الذين كَتبوا الشكاوى ضِدَّها، وخاصة السيد "علي" الذي خَطَّ الرسالةَ بقلمه، فَلمَّا رأى هؤلاء الأمورَ منعكسة، ورَأَوُا النجاسةَ طهارة والحرامَ حلالاً، لعنوها ومَن لَقَّبها بـ "الطاهرة".

وارتدَّ عن البابية السيد علي، والسيد طه، والكاظم، والسيد حسن جعفر وغيرهم (٣).

"وطَلَّقت نفسَها من زوجِها "عليٍّ" خلافَ حُكمِ شريعة الإِسلام" (٤).

وأثناء سفرِها هذا لَمَّا نَزلت في "كرمانشاه" مع أحبائها -وهذا هو عينُ التعبير البهائي- ورفاقِها مُصَعِّرةً أسواقَ الفُحشِ والمنكرِ والبَغْي، "انكبَّ عليهم أهلُ تلك المدينة، وهاجموهم، وأخرجوهم من مدينتهم، وطهَّروها


(١) "نقطة الكاف" (ص ١٤١) ط فارسي.
(٢) "الكواكب الدرية" (ص ١١٢) ط فارسي.
(٣) المصدر السابق (ص ١٢٢).
(٤) "دائرة المعارف" للبستاني (٥/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>