للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْبَشَرِ} [المدثر: ٣١].

وانظر إلى حِكمة اللَّهِ؛ فإنه بالرغم من كونه مُحاطًا بالأطباء والأخصائيين وأساتذةِ الطبِّ، لم يكتشِفوا أنه كان مريضًا بالكبد، وذَاقَ مرَّ العذاب من سنة ١٩٣٦ حتى اكتشفوا المرض سنةَ ١٩٣٨، الذي يَعرفُه أقلُّ الأطباء معرفةً بالطب، وابتلاه اللهُ بتليُّفِ الكبد الذي أدَّى إلى الاستسقاء، واحتاج إلى سَحبِ الماء من بطنه بالإبَر، وكان يَصيحُ بمن حولَه والأطباء: "اسحبوا المياه (١) حالاً، اسحبوها كلَّها لا تَدَعوا شيئًا منها".

وفي يوم الخميس العاشر من أكتوبر، يَرحلُ إلى مزبلةِ التاريخ، يرحلُ عن هذا العالَم، ويَدورُ جِدالٌ حولَ الصلاةِ عليه، وكان مِن رأي رئيسِ الوزراء ألاَّ يُصلى عليه، وحَدَث خلافٌ مع قائدِ الجيش الأول، وأخيرًا -وبعدَ جَدَلٍ- وافقوا أن يُصلى عليه، ولكن مَن الذي أمَّ الناس؟ ..

إذَا كَانَ الغُرابُ دَلِيلَ قَوْمٍ … فَلا َفَلَحُوا وَلَا فَلَحَ الغُرَابُ

إنه مديرُ الأوقاف "شرف الدين أفندي"، الذي أصبح رئيسًا للشؤون الدينية في عهد "أينونو"، حاوَلَ إقناع "أينونو" بالقيام بكُفرٍ لم يستطع أتاتورك نفسُه القيامَ به، وهو جَعلُ الترجمةِ التركيةِ للقرآن الكريم لغةً للعبادة، وفَرْضُ قراءتِها في الجوامع، بقوَّةِ القانون، ويالَلَّه! أتاتورك يُصلِّي عليه "شرف الدين" هذا .. وافَق الشَّنُّ الطبق.

* وَعَرَضُوا جثْمَانَهُ لِزَيارَة النَّاسِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا:

ومات نتيجةَ الازدحام الشديد أربعةَ عَشَرَ شخصًا، وفَقَدت بعضُ


(١) أي: من بطنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>