للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفْتَى خُزَعْبَلَةً وَقَالَ ضَلَالةً … وَأتَى بِكُفْرٍ في البِلَادِ بُوَاحِ

إنَّ الغَرُورَ سَقَى الرَّئِيسَ بِرَاحهِ … كَيْفَ احْتِيَالُكَ في صَرِيعِ الرَّاحِ؟

نَقَلَ الشَّرَائِعَ وَالعَقَائِدَ وَالقُرَىَ … والنَّاسَ نَقْلَ كتَائِبٍ فِي السَّاحِ

تَرَكَتْهُ كالشَّبح المولَّهِ أمَّةٌ … لَمْ تَسْلُ بَعْدُ عِبَادَةَ الأشْبَاحِ

هُمْ أَطلَقُوا يَدَهُ كَقَيْصَرَ فِيهمُو … حَتَّى تَنَاوَلَ كُلَّ غَيْرِ مُبَاحِ

غَرَّتْهُ طَاعَاتُ الجُمُوع وَدَوْلَةٌ … وَجَدَ السَّوَادَ لَهَا هَوَى المُرتاحِ

فَلَتَسْمَعَنَّ بِكُلِّ أرْضٍ دَاعِيًا … يَدْعُو إِلَى الكَذَّابِ أوْ لِسِجَاحِ

وَلَتَشْهَدَنَّ بِكُلِّ أرْضٍ فِتْنَةً … فِيهَا يُبَاعُ الدِّيْنُ بَيْعَ سَمَاحِ

يُفْتى عَلَى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيْفِهِ … وَهَوى النُّفُوسِ وَحِقْدِهَا المِلحَاحِ

* * *

يَا أُخْتَ أنْدَلُسٍ عَلَيْكِ سَلَامُ … هَوَتِ الخِلَافَةُ عَنْك وَالإسْلَامُ

نَزَلَ الهِلَالُ عَنِ السَّمَاءِ فَلَيْتَهَا … طُوِيَتْ وَعَمَّ العَالمينَ ظَلَامُ

أَزْرَى بِه وَأزَالَهُ عَنْ أوْجه … قَدَرٌ يَحُطُّ البَدْرَ وَهْوَ تَمَامُ

خَفَتَ الأذانُ فَمَا عَلَيْكِ مُوحَّدٌ … يَسْعَى وَلَا الجُمَعُ الحِسَانُ تُقَامُ

وَخَبَتْ مَسَاجِدُ كُنَّ نُورًا جَامِعًا … تَمْشِي إلَيْهِ الأُسْدُ وَالآرَامُ (١)

وعَفَتْ قُبُورُ الفَاتِحينَ وَفُضَّ عَنْ … حُفَرِ الخَلائِفِ جَنْدَلٌ وَرِجَامُ (٢)

* * *


(١) الرئم: الظبي الأبيض.
(٢) الجندل: الحجارة، والرجام: ما يُبنى على البئر، وتعرض فوقه الخشبة للدلو.

<<  <  ج: ص:  >  >>