للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفُرْسُ وَالرومُ وَاليُونَانُ إنْ ذُكِرُوا … فعندَ ذكرِكَ أسْمَالٌ عَلَى قَزَمِ

هُمْ نَمَّقُوا لَوْحَةً بِالرِّقِ هَائِمَةً … وَأَنْتَ لَوْحُكَ مَحْفُوظٌ مِنَ التُّهَمِ

وإنك لَتهدي إلى صراط مستقيم، وإنك لعلى خلق عظيم، وإنك لعلى نهجٍ قويم، ما ضَلَّ، وما زلَّ، وما ذلَّ، وما غَلَّ، وما مَلَّ، وما كَلَّ.

فما ضَلَّ؛ لأن اللهَ هادِيه، وجبريلَ يُكلِّمُه ويناديه.

وما زَلَّ؛ لأن العِصمة ترعاه، واللهُ أيَّده وهداه.

وما ذَلَّ؛ لأن النصرَ حليفُه، والفوز رديفه.

وما غَلَّ؛ لأنه صاحبُ أمانة، وصيانة، وديانة.

وما مَلَّ؛ لأنه أُعطي الصبر، وشُرح له الصدر.

وما كَلَّ؛ لأن له عزيمةً، وهمةً كريمة، ونفسًا طاهرةً مستقيمة ..

كَأنَّكَ فِي الكِتَابِ وَجَدت لاءً … مُحَرَّمَةً عَلَيْكَ فَلا تَحِلُّ

إِذَا حَضَرَ الشتَاءُ فَأَنْتَ شَمْسٌ … وَإنْ حَلَّ المصِيفُ فَأنْتَ ظِلُّ

صلى الله عليه وسلم، ما كان أشرحَ صدرَه! وأرفَعَ ذكرَه! وأعظمَ قَدرَه! وأنفذَ أمرَه! وأعلى شرَفَه! وأربح صَدَقةَ مَن آمَنَ به وعرفه! ومع سَعَة الفِناء، وعظم الآناء، وكرم الآباء، فهو محمدٌ الممجَّد، كريمُ المَحْتِد، سخيُّ اليد، كأنَّ الألسِنةَ والقلوب ريضت على حُبِّه، وأَنِست بقُربه، فما تنعقدُ إلاَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>