للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَلْ كَرَّمَ الإنْسَانَ حِينَ اخْتَارَ منْ … خَيْرِ البَرِيَّةِ نَجْمَهَا وَهِلالَهَا

لَبِسَ المُرَقَّعَ وَهْوَ قَائِدُ أَمَّةٍ … جَبَت الكُنُوزَ فَكَسَّرَت أعْلامَهَا

لَمَا رآهَا اللهُ تَمْشِي نَحْوَه … لا تَبْتَغِي إلاَّ رِضَاهُ سَعَى لَهَا

ماذا أقولُ في النبي الرسول؟ هل أقولُ للبَدْر: حُيِّيتَ يا قمرَ السماء؟ أم أقولُ للشمس: أهلاً يا كاشفةَ الظلماء؟ أم أقولُ للسحاب: سَلِمْتَ يا حامل الماء؟! ..

يَا مَنْ تَضَوَّعَ بِالرِّضْوَانِ أعْظُمُهُ … فَطَابَ مِنْ طِيبِهِ تِلكَ القَاعُ وَالأَكَمُ

نَفْسِي الفِدَاءُ لِقَبْرٍ أنتَ سَاكِنُهُ … فِيه العَفَافُ وَفِيهِ الجُودُ وَالكَرَمُ

اسلُكْ معه حيثُما سَلَك، فإنَّ سُنَّته سفينةُ نوحٍ، مَن رَكِب فيها نجا، ومَن تَخلَّف عنها هَلَك، نَزَل بَزُّ رسالته في غارِ حراء، وبِيع في المدينة، وفُصِل في بدر، فلَبِسه كلُّ مؤمنٍ، فيا سعادةَ مَن لَبِس، ويا خَسارةَ من خَلَعه فقد تَعِس وانتكَس، إذا لم يكنِ الماءُ مِن نهرِ رسالته فلا تشربْ، وإذا لم يكنِ الفَرَسُ مُسوَّمًا على علامتِه فلا تركبْ، بلالُ بنُ رباح صار باتِّباعِهِ سَيدًا بلا نَسَب، وماجدًا بلا حَسَب، وغنيًّا بلا فِضةٍ ولا ذَهَب، أبو لهب عمُّه لما عصاه خَسِر وتبَّ، سيَصلى نارًا ذات لهب ..

<<  <  ج: ص:  >  >>