كفره الله ورسوله فمن يقع عليه التكفير الكفر هذه الاسطوانة ويضرب بيده عليها أم كفر البهائم، وهؤلاء العمي ليسوا ببعيدين أرفع قدمك لا تطأهم، فخجل المعترض وتاب وقضى مرة على شخص، فلما كان ذات يوم لقيه في الطريق فلما حاذاه قال: أخزاك الله في الدنيا والأخرة كما خيبتني من حقي، فلحظه بعين الرحمة وقال: يا بني الله لا يخزين ولا يخزيك فذهب الرجل قد احترق من الخجل والحياء.
وبينما هو يمشي مرة وإلى جانبه أحد أحبابه مرّ من بينهما منافق ولم يسلم، وكان ذلك داعية ضلال، فلما أن ولى الرجل التفت الشيخ إلى من جانبه وقال: الله المستعان والله ما كان مثل هذا الرجل الضال له مؤلفات في ضلالته إلّا كان من الله أن يتلفها الله قبله.
وأتى إليه رجل من خاصة إخوانه، وكان في هم وغم وجعل يشكو إليه، فعال قريبه وإساءته إليه ومقاطعته منه لا من قبلك، واعلم يا بني أن الله لا يضيع أحدًا، فإن كان قد خرج من الاجتماع وفقدت مساعدته في النفقة فسيرزقك الله ويغنيك من سعته، فقال من عنده منشرح الصدر وكانت عاقبته حميدة.
وجاء إليه بعض إخوانه وقد عزم على الزواج، فطلب منه الوصية فقال:
يا بني إذا أتيت أهلك فقل لهم هذه زوجتي قد شق علي مهرها فيجب أن تتحملوا منها ما يصدر منها، وإذا خلوت بزوجتك فأوصها بحشمة أهلك وقل هؤلاء أهلي وأقربائي ويجب عليك إكرامهم، أما إذا كنت مع أهلك على زوجتك أو كنت مع زوجتك على أهلك فإنك لا تسوسهم، ويا بني يومًا ثم يومًا والأجل قريب.
فهذه نبذة من مناقبه تدلك على فضله، وكان فوق ما قيل فيه زهدًا وورعًا وتواضعًا.
وكان يرضي المجانين والمرأة والطفل على قدر عقولهم، وكم كربةٍ فرجّها برأيه، ومشكلةٍ أوضحها بالحجج والبراهين، فهو طبيب القلوب، ومن فوائده تنجلي الكروب.
أما تلامذته الذين أخذوا عنه فخلق كثير، فمنهم: الشيخ عبد الله بن عبد العزيز