السعودية منهم عمال رجعوا من السعودية وعجاز كانوا يعتمرون، وكانت الحادثة من أغرب ما مرَّ في هذه السنين الأخيرة، فأحدث ذلك رنة في مصر وبعثت برقيات التعازي ولا سيما برقية من الملك فهد ومن ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز ليواسوا حكومتهم وأهاليهم في هذا المصاب، وأسباب عطبها تعكر الجو هناك، وانبعثت الأنباء في مشارق الأرض ومغاربها طولًا وعرضًا يروون الحادث المؤسف، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
أما ما كان عن حالة الأكراد الذين هم في شمال العراق فقد أمسى خمسمائة ألف كردي مهددين من البرد والجوع إن لم تداركهم العناية، وبما أن من وراء ذلك كله تحديات صدام للأكراد فإن تركيا جعلت تهدد العراق بأنها ستدخل في الموضوع لحل الأزمة وإنقاذ أولئك البؤساء من براثن حكومة العراق التي لا يزال الرئيس الطاغية يستهوي شياطينه في الأذى ليكون سببًا في هلاك بقية حرسه وجنوده.
وفيها في ١١/ ٦ توفيت زوجة الملك عبد العزيز والدة طلال ونواف، وكانت امرأة صالحة وموصوفة بالإحسان والعطف على الفقراء رحمها لله وعفا عنها، ومن خصائصها أن الملك عبد العزيز كان يناولها صدقات تبذلها على الفقراء، وكثيرة الصلاة والعبادة، وقد صلي عليها في المسجد الجامع في الرياض، وحضر جنازتها جمعٌ كثير وجمٌ غفير، فالله المستعان.