فنقول عن ذلك: وفي ٢٧/ ٤ وقع نزاع بين فقراء أهل مصر وبين الرئيس حسني مبارك، بأن الرئيس لم يواسهم في تلك المساعدات الواردة على مصر من الدول الإسلامية ولا سيما فقراء المسلمين المتضررين من جراء الزلازل، وحصلت مظاهرات في مصر استعمل لها الغاز المسيل للدموع، وكان غالب ما وقع من جراء الزلازل في الأماكن القديمة في القاهرة، وكان الأخوان المسلمين من جملة المعترضين على الرئيس في عدم التوزيع، ونسأل الله أن يصلح شأن المسلمين فيما بينهم وبين حكوماتهم، قال الله تعالى:{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}[الإسراء: ٥٣].
ولما أن وقفت الزلازل حسًا ومعنى خاف المصريون وثاروا لذلك لأنهم نازحون في السعودية وغيرها يطلبون الرزق، وانبعث رجالهم ونسائهم إلى الهواتف يستفسرون عن سلامة أقربائهم ومساكنهم، ولعل الألطاف الربَّانية شملت أولئك عن الهلاك والدمار، وما أصيبت به مصر من سوء الحالة، فمن مستبشر وحزين، ولما أن أضحت البوسنة والهرسك بتلك المهالك، وقام المسلمون مدافعون عن أنفسهم وأهاليهم في الشوارع، وقيل لهم نريد إبعاد رئيس الجمهورية المسلم عزت وإبداله بمن يقوم بالعلمانية لا العلمية الدينية، وتقسم الممالك الإسلامية إلى دويلات علمانية، شق ذلك على المسلمين وجعلوا ينادون ويستغيثون عن رفضهم من هذا الطلب الوجيع، فلما استقاموا، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر، وتأزمت الأمور على المسلمين وتحملوا ما لا يطيقون من المظلم والمذابح والمآسي مما تنهد له الجبال الرواسي.
أما عن الصومال وعما أصبحوا من الجوع والقتال بحيث كانوا عظامًا خالية من اللحوم، وهياكل يمشون ولا يستطيعون، فحدث ولا حرج، وهذا سائر المسلمين أصبحوا يطاردون ويقتلون ودين الإسلام يطارد مطاردة لقلة المناصرين،