لما فتحت الجيوش النجدية موانئ لجلب الأرزاق إلى مكة صارت تأتي الأرزاق والأقوات إلى مكة بكثرة حتى انقشع الضيق، ونزلت الأرزاق إلى درجة زهيدة، اعتدى بعض عربان جهينة على قوافل تحمل أرزاقًا إلى مكة، فأرسلت القيادة النجدية حملة إلى ينبع لتأديب المعتدين، وكان إبراهيم بن رفادة كبير مشايخ جهينة قد خرج على الملك علي وعاهد ابن سعود على السمع والطاعة، فأرسلت حكومة جدة إلى قائم مقام الوجه وهو "الشريف حامد" ثلة من الجنود النظامية وبعض الرشاشات لتأديب ابن رفادة وجماعته، وأرسلت الأمير شاكر إلى ينبع ليحمل على الإخوان في بدر ويستردها.
أما المدينة المنورة فقد كان صالح العذل معسكرًا في الحناكية وقد التحق بجيشه لواء جاء من جهة حائل، وكان قسم من هذا الجيش أو أكثره من الحضر بقيادة إبراهيم النشمي وكيل ابن عذل مرابطًا حول المدينة، وهو مأمور بأن يحصرها فقط ولا يدخلها بدون أمر من القيادة العليا، وكانت ترد على الحكومة الهاشمية برقيات في تلك الأيام:"المدينة ٢١ ذي القعدة جلالة الملك المعظم جهزنا عبدكم ولدنا مع عسكره وبعض من حرب على النشمي فكسروه وأسروا أربعة أنفار من جماعته، أبشركم بذلك سيدي قائم مقام العلا "شحاتة" العلاء ٢٧ ذي القعدة جلالة الملك المعظم صباح اليوم الجمعة هجمت على مدائن صالح ثلاثة بيارق ودامت الحرب بينهم وبين العدو إلى العصر، والحمد لله انقلب العدو خاسرًا تاركًا جرحاه وقتلاه مولاي" ينبع ٢٦ ذي القعدة جلالة الملك المعظم احتللنا بدرًا وغنمنا جميع ما فيها، انهزم أحمد سالم صاحب بدر ومعه أربعون بعيرًا محملة.
الإمضاء شاكر
نعم إنه انهزم أحمد بن سالم صاحب بدر ومعه أربعون بعيرًا، ولكن صاحب الجلالة السلطان عبد العزيز جهز في هذا الشهر حملة إلى الشمال بقيادة ابن عمه