وطلب منه أن تنحل الثالثة، وهذا كان في ٢ رمضان من هذه السنة، ولكن الأمر كان على خلاف ذلك.
[يحيى يبرم بيد وينقض بالأخرى]
بينما يحيى يفاوض ابن سعود في السلم، وأنه تم تحديد الحدود إذا جنوده وسعاته يتقدمون في الجبال ويحتلونها، وهذه أنباء أمراء ابن سعود يراجعونه بما صدر من يحيى، فبعث أمير عسير تهامة حمد الشويعر ببرقية بتاريخ ٢٨ شعبان تنبي بخيانة يحيى، وهذا نصها:
أنتم اتخذتم الإمام يحيى على صلاح، ونحن نكثر عليكم الكلام أول وثاني، وفي هذا اليوم وصلنا رجالنا الذين أرسلناهم للكشف على حالة بني مالك، فوجدوا آل خالد وآل سلمة محاصرين ربعنا، وقد رهنت القبيلتان المذكورتان عند ولد الإمام يحيى عشرة أنفار وأعطاهم عشرة صناديق مؤونة حربية وأوعدهم بعسكر، وهذا محقق.
وأيضًا وردنا كتاب من أمير بني مالك بواسطة أمير فيفاء يؤكد ما ذكر ويطلب منا الفزعة التامة بسرعة، وأنتم منعتمونا عن أدنى حركة، ونحن اعتمدنا أمركم لا فزعنا لربعنا ولا أدخلنا من كان يجيئنا من رعايا الإمام يحيى، أوقفتمونا وخليتم الإمام يلعب بالحدود، وهذا الأمر ما غرنا أخبرناكم يوم فيصل في تربة، ونحن ننخاكم على مسك الحدود لأن الجبال وخيمة، فإذا دخل فيها الشر قعد يحيى كما ذكرنا لكم هذه الحقيقة، واليوم يجب أن تفطنوا للحال إن كانت مراجعة يحيى لكم صحيحة، فهذا أول ما تخابرونه فقد أوقفتنا وأياديه تشتغل بالحرب.
وأيضًا ذكر أمير بني مالك أنه وصل عند السادة التابعين ليحيى المحاددين المفسدين من بني مالك ريثة ولا بينهم وبين الريثة المذكورة سوى رمية البندق، وغرض الإمام يحيى من تحريض الجبال لكي نوقع بهم فيكونون أعداءً لنا من جهة، ومن جهة ثانية يريد أن يشغلنا بهم عن نفسه، فنرجو أمركم لنا بالذي ترونه.
فلما أن ورد هذا الكلام أسماع ابن سعود بعث جوابه من الغد إلى أمير عسير