والهتاف باسمه، فيستقبل الأهالي على اختلاف طبقاتهم ويجيب دعوة الوجهاء ويمنح الفقراء الكسوة والنقود ويبذل لكل تكرمة أضعاف ما تستحقه، فكان لذلك أثر عظيم في ازدحام الخلائق حواليه. ونحن نذكر زيارته لمقاطعة القصيم فنقول:
[احتفال أهل القصيم]
لما كان في ١/ ٦ من هذه السنة هرع الأهالي في مدينة بريدة للاستعداد لزيارة جلالة الملك لأنهم ما كانوا ليعلموا بزيارته حتى قامت عاصمة القصيم مدينة بريدة وقراها ومدنها وضواحيها تستعد بالزينات وجُلب لذلك النجارون والخياطون لإعداد أقواس النصر، وعمل في كل مدخل وطريق دروازة جميلة مكسوة بستارات من القماش الأخضر الفاخر وأعمدة مزدانة وما إلى ذلك. فكان يومًا مشهودًا هو وما بعده من الأيام لعب فيه العمال دورًا في العمل، ومنهم المتبرع بعمل يده، ومنهم المشارك بتوجيهاته. وكان المهندسون والخياطون يدأبون هناك بعملهم الجاد. واستمروا كذلك عشرة أيام يعملون بعمل متواصل. وكان الزعماء يشرفون على العمل وقد غلقت الدكاكين وعطلت غالب الأعمال من أهل البيع والشراء. وكان موضع الاستقبال حوالى البطين شمالًا في روضة فسيحة الأرجاء. فلما كان في صباح الأحد الموافق ١١/ ٦ جمادى الثانية خرجت طلاب المدارس بأجمعها كل مدرسة تحمل لافتتها، وانضاف إلى مدارس العاصمة بعض مدارس/ مدن القصيم كالبكيرية والبدائع الثلاث والهلالية والمذنب ومدارس/ القرى كالقصيعة واللسيب وخضيراء والسباخ فيحان والقرعاء وغيرها واصطفت الخلائق صفين في موضع الاستقبال الذي يبلغ طوله ستة كيلوات وعرضه كذلك وكان الطلاب ممتازين عن الآباء ويقدر الحاضرون في عددهم بمائة ألف ما بين كبير وصغير من رجال وطلاب وقد شارك في الحضور في أماكن بعيدة عن الرجال النساء ليشهدن الفرحة. أمَّا الصبيان