المنتفق وقد رجعوا إلى بلادهم، والذين معنا من باديتنا يطلبون المرعى لمواشيهم وحصل هذا الحادث من بادية العجمان وشمل من كان معهم، وأما نحن فعلى ما تعهدون من الصداقة بيننا والطاعة للدولة وترددت الرسائل بينهم في ذلك وصلح أمرهم ولم يتعرض الباشا لأملاكهم.
رجعنا إلى ما نحن فيه فنقول: لما هزم الله عز وجل العجمان ارتحلوا ونزلوا على كويبدة وعلى كابدة وعلى الجهراء، فيا ليت شعري أما علم هؤلاء الأجلاف أن في الحياض من يذود عنها.
كلا والله إن الأمر كما قيل يستجيرون بالنار عن الرمضاء، ولما جاءت الأخبار إلى الإمام فيصل بمسير العجمان ومن معهم من عربان المنتفق إلى أرض الكويت وأن قصدهم محاربة المسلمين أمر الإمام على جميع رعايا المسلمين من الحاضرة والبادية وصاح بالنفير للجهاد، فنسأل الله تعالى أن يحمي حوزة الدين ويذل العصاة والمجرمين.
[ذكر واقعة الطبعة]
لما أمر الإمام على الرعية بالغزو واعدهم الحفنة الخبراء المعروفة في العرمة، ثم أمر على ابنه عبد الله في أخر شعبان أن يسير بجنود المسلمين لقتال عدوهم، فتجرد ابن الإمام وخرج من الرياض معه أهل الرياض والخرج وضرما والجنوب وعربان الرياض من سبيع والسهول، وتوجه الحفنة فنزل عليها أيامًا إلى أن اجتمعت عليه جنود المسلمين ثم ارتحل منها وتوجه إلى الوفراء.
فلما وصل هناك قدم غزو عربان مطير وبني هاجر، ثم زحف منها بجنوده وحث السير حتى وافى العجمان ومن معهم من المنتفق وهم على الجهراء فوافتهم الجيوش السعودية والرايات الإسلامية في المطلاع بين البصيرة، والكويت فصبحهم في هذا الموضع.
فلما توافوا حصل بين الفريق جلاد تطيش منه العقول، وتذهل المراضع أولادها لشدة الذهول، وجرت ذبحة تذيب الجمود وتفتت الكبود واشتعلت النار كالوقود،