إن الذي حدث هو أنني تلقيت دعوة من جلالة الملك عبدِ العزيز آل سعود لزيارة الحجاز، كما تلقيت دعوات أخرى لزيارة بعض الأقطار الشقيقة، ولما كان الملك عبدِ العزيز فينا جميعًا كثابة الوالد فقد رأيت أن أبدًا بتلبية دعوته الكريمة في موسم الحج فأحج وأزوره في وقت معًا.
ونظرًا لأني أكره الرسميات فقد اعتذرت عن أن تكون هذه الزيارة رسمية، ولكنهم مع ذلك قد استقبلونا واحتفوا بنا احتفاء يفوق كل المظاهر الرسمية، وتصدق بصدقات على الفقراء الذين في طريقه بسيره إلى المساجد، حتَّى ذكر أنَّه لما فرغ ما معه من النقود في أثناء زيارته لمسجد قباء بالمدينة المنورة أسف لذلك أسفًا وسأل من حوله عن نقود، فتقدم بعضى رفقته وقدم له كل ما كان معه، فلما كان من الغد وفاه حقه شاكرًا له، وبعدما طلب منه الرفيق أن يرجئ ردها حتَّى يعود من الزارة أَبى ذلك وصلى في كل مسجد ركعين.
ولما كان بعض المساجد في أماكن مرتفعة في المدينة وأحسَّ أن بعض مرافقيه يجدون صعوية في الصعود إليها جعل يشجعهم ويقول كل شيء بثوابه وهذه فرص لا ينبغي أن تفوت، وهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي هنا.
ولما عاد من البلاد السعودية تلقى ٢٢٦٩٢ برقية تهنئة و ٦٢٧١٨ رسالة، ومن بين هذه البرقيات والرسائل ورد من خارج القطر ٤٩١٨ برقية و ٩٣١٤ رسالة، وقد نشر منشورًا إلى حجاج بيت الله الحرام، وبالجملة فإنها جعلت تلهج به السنة المصريين ويهتف باسمه كبيرهم وصغيرهم، حتَّى جعلت الأطفال تدعوه بابا نجيب.
[حادث مفزع في مصر]
لما كان في آخر ليلة من ليالي هذه السنة تقدم أربعة من الأشقياء الذين اصطحبوا للسرقة ونهب الأموال بمسدساتهم والناس نائمون والدنيا سكون إلى موضع، وقد شهروا المسدسات في وجوه كل من في الحانة، وصاح واحد منهم