عسى وعسى أن لا يدوم لنا الأسى ... فقد طالما هذا الأسى يتنكس
فصبرًا فما الأحداث إلا كما ترى ... وفي الزمن الماضي أساء مؤنس
فقد غرت الأحداث من كان قبلنا ... وما مرهم منها أمر وأشكس
فلسنا بحمد الله بدعا من الورى ... وللصبر للمقدور أعلى وأنفس
فعاقبة الصبر الجميل حميدة ... ومن يخطه الصبر الجميل فمفلس
فثق واعتصم بالله ربك وليكن ... رجاءوك في مولاك ما منه مأيس
فما خاب من في الله كان رجاؤه ... وملجاه في الحادثات ومؤنس
وأزكا صلاة الله ما هبت الصبا ... وما لاح نجم بعد أن كان يكنس
على المصطفى والآل ما فاض بارق ... وما أظلم الديجور حين يعسعس
[ثم دخلت ١٢٩١ هـ]
ففيها قتل عبد الله الغانم في سباخ بريدة وسبب قتله أنه من جملة القاتلين لعبد الله بن عبد العزيز بن عدوان أمير بريدة سابقًا، فقام عبد المحسن بن مدلج وابناه عبد الله ومدلج مدعين أنهم أقرب عاصب له، وكانوا أيضًا من آل أبي عليان من عشيرته فقاموا على عبد الله الغانم وقتلوه بالفؤوس والعياذ بالله حتى سمع له رغاء كرغاء البعير.
وفيها حدث في عنيزة وجع يصيب الرؤوس، وتوفى منه عدد كثير، ومن أعيان من توفى فيه الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع رحمة الله عليه، وهذه ترجمته:
هو الشيخ العالم العلامة الفاضل محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مانع بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن مانع بن شبرمة الوهبي التميمي، وكانت وفاته في ليلة الأحد الموافق تاسع جمادى الآخرة في بلد عنيزة، ولد في شقراء سنة ١٢١٠ هـ، فنشأ على الديانة والعفاف والزكاء نشأةً حسنةً وحفظ القرآن في صغره وطلب العلم وجدّ ونافس، وأخذ عن الشيخ الإمام الورع الزاهد عبد العزيز بن عبد الله الحصين الناصري التميمي، ولما انتقل الشيخ العالم عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين