أمَّا ما كان من البريمي فإنَّ الإِنكليز قد استولوا عليه ورفعوا العلم الإِنجليزي على بيوت المشائخ ومراكز إدارتهم عددًا من الأيام. وقد قام غالب الأهالي هناك يفرون من تلك المنطقة وقد حاول الإِنكليز أن يسكنوهم بتوزيع خمسين روبية على كل شخص يبقى في تلك المنطقة ولمَّا أن رأوا كثرة المهاجرين منه لاجئين إلى الديار العربية فرضت الإِنكليز على كل من يخرج عشرة روبيات وآخر من وصل في تلك الأيام إلى المملكة العربية السعودية من هؤلاء المنكوبين الشيخ عبد العزيز بن سلطان أحد مشائخ أبو شامي ومعه ست وأربعون عائلة وكانوا يبالغون في أذى الإِنكليز لهم حتى أنَّهم اضطروهم إلى أن يكنسوا البيوت التي استولوا عليها وينظفوها لاتخاذها لهم مساكن ثم طرأ للإِنجليز أن أنزلوا أعلامهم ووضعوا بدل الأعلام الإِنجليزية أعلام سلطان مسقط وشيخ أبو ظبي وتارة يجلبون قوة كبرى وأخرى يسحبونها كفعل المرتبك.
[ذكر استنكار العالم لسياسة بريطانيا]
لمَّا أن استولت بريطانيا على منطقة البريمي بالقوة وفعلوا تلك الأفعال التي لا تكاد تصدر من ذي شيمة إنسانية وقام أهالي تلك المنطقة بما في ذلك منطقة عمان مصممين على الدفاع عن بلادهم بكل ما لديهم من قُوة وجعلوا يصلون الإِنكليز نيرانًا حامية وحملوهم خسارة فادحة.
ولقد قام أهالي الرستاك وضنك فاشتبكوا مع الإِنكليز في قتال عنيف تمكنوا على أثره من رد البريطانيين على أعقابهم منهزمين وقتلوا مائة شخص من الإِنكليز كل هذا من أسباب العسف والسياسة العمياء التي قامت بها بريطانيا. وما زال الأهالي يدافعون الظلم عن أنفسهم وأوطانهم حتى قاصت الطائرات البريطانية مستمرة في نقل الجرحى إلى الشارقة طيلة ذلك اليوم غير أنَّ بريطانيا فاجأت أهل ضنك بقوة كبيرة لا قبل لأهلها فاحتلوها ونكلوا