وإني لأحمل أهل مصر تبعة ما جرى وعدم احترام المشاعر المعظمة وعملهم ذلك بتسرع وعدم كرامة فليسطر التاريخ ما عملوه، أما الكسوة للكعبة المحمولة معه فقد لبستها في موسم ذلك العام.
وفيها نصب الملك عبد العزيز فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد رئيسًا في قضاة مكة، وفي رجب منها جمع الشيخ رسالة نصيحة بليغة طبعت ونشرت في جريدة أم القرى وكانت حسنة وجميلة رائعة مطلعها بعد البسملة:
الحمد لله على آلائه والشكر له على نعمائه، ثم ذكر الآيات في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن الله امتدح هذه الأمة وأخذ الميثاق على أهل العلم أن يعلموا ويبينوا وصاح بها صيحة تضعضعت لها قلوب أهل الإيمان ورجفت لها أفئدة ذوي العرفان، وحث فيها على الاجتماع وتوحيد الكلمة والنهي عن التنازع والتفرق، وبين فيها أمور المشاهد والبناء على القبور فشفى وكفى، وكانت تبلغ قدرًا من نصف كراسة وعلى من أحب معرفة هذا الحبر ومقامه فليراجع مؤلفاته وختمت هذه السنة بخير والحمد لله رب العالمين.
[ثم دخلت سنة ١٣٤٥ هـ]
ففيها طبع كتاب الفروع لابن مفلح قد حلى أسفل صحائفه بكتاب تصحيح الفروع لعلاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان المقدسي، وكان طبعه في مطبعة المنار بمصر وكان قد شق طبعه وامتد زمانه فقد شرع في طبعه ١٣٣٥ هـ، ولم يتم إلا في هذه السنة وذلك بواسطة الغلاء الذي حصل بتأثير الحرب العظمى التي شغلت مصانع الورق وغيره وغلي بسببها كل شيء أضف إلى ذلك كبر الكتاب وضخامته حيث جعل في ثلاث مجلدات ضخمة بلغ عدد صحائف الأول ٩٩٨، والثاني كان في ١٠٥٦ صحيفة، والثالث عدد صحائفه ٩٧٣ فجاء على أبدع ما يكون من حسن الحروف وجودة الورق، وقد طبع على نفقة الأمير الموفق عبد الله ابن الشيخ قاسم بن ثاني وجعله وقفًا لوجه الله تعالى وحرص على كتمان عمله