وكانت السياسة الأمريكية تماطل في النظر في تلك الأهوال والمشاغب ليتمكن النصارى في انتهاز الفرصة والقضاء على المسلمين، وتعد الصرب بوضع الحرب، وكف الأذى، وتماطل ليقضوا أغراضهم في المسلمين البؤساء العزل هناك، وقد اشتد الأمر وعظم الخطب، وتأخر النصر للمسلمين لما يريده الله تعالى من تمام حكمته، إنها ليست ثورة داخلية إنما هي غزو النصاري للمسلمين هناك، وهم أقوى منهم، وقتلوهم وهدموا ديارهم، واستحلوا محارمهم، ولعلهم لم يتوصلوا إلى هذا القصد السيئ حتى أتيحت لهم الفرصة، ولم يجدوا من وقف في وجوههم حتى حصلوا على مقصودهم في هذا الزمن الذي فقد فيه أسد العرين، وكان من شباب المسلمين وأهل الغيرة في نواحي الأرض من ينادي بالاستنكار لهذا العمل السيئ، ولكنهم لم يستطيعوا نصرتهم ولا الدفاع لقوة العدو وما لديه من المعدات والأسلحة الشعبية.
[ذكر ما جرى في الصومال]
لما كانت هذه الحياة الدنيا فيها الخير والشر، وفيها السراء والضراء، وفيها النعمة والبؤس فإن الله عز وجل ابتلى أهل الصومال بالنزاع فيما بينهم يتنازعون الشرف، وقام بعضهم على بعض بالقتال والمذابح التي سببت عليهم أنواع الجوع والأمراض، وعجزت الأمة عن تسكيتهم، وابتلى الله عز وجل المسلمين هناك، وقد وصلت الحالة في ربيع الأول من هذه السنة إلى أن أصبحوا في حالة خطرة، وقرر الخبراء أنه يهلك في كل يوم منهم ألف نسمة من الجوع والمشاغب وانتشار الأمراض فيما بينهم من سوء التغذية، حتى أعلنت إحدى الإذاعات بأن أربعة ملايين في الصومال مهددون بالهلاك، والموت، وقد بعثت الحكومات الإسلامية بأنواع الأغذية والمساعدات مما يخفف الوطأة من هذا المحنة، ولا يزال الموت يعم الأسر كاملة، وقد حدثني بعض المطلعين على حالتهم من المنقذين لهم من خطر المجاعة بأنه رفع إليه أن أهل البيت سيموتون من الجوع فذهبوا إليهم بما يصلحهم لكنه لما جاءهم وجد الأسرة كلها جامدة وهي مكونة من عشرة أنفس، وسمع