الانتفاضة باستخدام السلاح الناري فإن القوات الإسرائيلية لن تبقي لهم أثرًا وأن زعماء منظمة التحرير يدركون ذلك.
[أمور تحاك بالخفاء]
إن دين الإسلام يلاحق ملاحقة وصدق على المسلمين ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى بقوله:"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوَهَن. قال قائل: يا رسول الله وما الوَهَن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" ففي منتصف هذه السنة ٢٥ رجب تكشفت الأحوال وتيقنت الأمة أن زعيم المتمردين في جنوب السودان (جون قرنق) وصاحبه منصور خالد سليمان رشدي الذي كان الأخير يقول أن على أهل السودان أن يتهبوا نفسيًا لتقبل حاكم غير عربي وغير مسلم كان خلفهما من يدفعهما وأتباعهما إلى الردة عن دين الإسلام، فكانوا بذلك عملاء للصليبيين يدعون إلى دين الصليب وينابذون دين الإسلام وأهله ويبغون الكيد للمسلمين ويسعون بالفتنة وتشتيت شمل السودان.
هناك دعاية من الشيوعيين واليهود الصهاينة الذين لا يزالون يبرمون أمورهم ضد الإسلام وأعله، وقد قامت الأمة المفكرة في عواقب الأمور لوضع حد لهذا البلاء والشر المستطير قبل أن يشعل الشر من جديد لأن من ثمرات هذه الدعاية أن قام الشعب السوداني المسلم بعضهم على بعض يتقاتلون وحدثت لذلك فوضى ويريد هؤلاء المفسدون أن يصنع العرب في السودان كما صنع أهل لبنان.
فأما عن كثرة المسلمين ونزع بركتهم كما ثبت في الحديث فهذا شيء مشاهد في كونهم مع كثرتهم لم يقهروا عدوًا ولم ينصروا صديقًا ولم يعرفوا الوسيلة التي تكفل لهم الأمن والسلامة.
وهذا للتخاذل فيما بينهم وعدم ركون بعضهم إلى بعض، فلو أنهم صدقوا