وفيها في محرم خرج سعود بن فيصل بجنوده من الأحساء، وجعل على إمارة الأحساء فرحان بن خير الله، ثم زحف إلى الرياض، فلما قرب من الرياض خرج الإمام عبد الله الفيصل منها وقصد بوادي قحطان، وكان قد أرسل قبل خروجه منه أمتعته وأثاثه ومدافعه وتبوسه مع سرية قائدها حطاب بن مقبل العطيفة، وأمرهم أن يتوجهوا إلى عربان قحطان فصادف السرية سعود في الجزعة وأخذ جميع ما معهم من الركاب والسلاح والأناث بعد قتال شديد جري بينهم، فلما حصلت الهزيمة على حطاب وأصحابه قتلهم وأخذهم.
ومن أعيانهم حطاب المذكور وفلاح بن صقر العطيفة وعويد بن حطاب العطيفة ومحمد بن راشد الفقيه.
ثم دخل سعود بلد الرياض ومعه خلائق كثيرة من العجمان وغيرهم فعاثوا في البلد ونهبوا بلد الجبيلة وقتلوا جماعة من أهلها وقطعوا النخيل وخربوها، وتبروا ما علو تتبيرا، ففر أهل الجبيلة وتفرقوا في بلدان العارض، ولم يبق فيها ساكن، وانحل نظام الملك وكثر الهرج واشتد الغلاء والقحط، وأكلت جيف الحمير والكلاب، ومات خلائق كثيرة من الجوع، وحل بأهل نجد من القحط والجوع والمحن والنهب والقتل والفتن والموت الذريع ما الله به عليم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وابتلى الله عز وجل أهل نجد بالحروب والملاحم في سبب الاختلاف بين أبناء فيصل، ولما استقر سعود في الرياض كتب إلى رؤساء البلدان يأمرهم بالقدوم عليه للبيعة فقدموا عليه وبايعوه وأمرهم بالتجهز للغزو.
[ذكر واقعة البره]
لما كان في ربيع الأول من هذه السنة خرج سعود من الرياض غازيًا بجنوده من العجمان وآل مرة وسبيع والسهول والدواسر وأهل الرياض والجنوب والخرج، ومعه عمه عبد الله بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وكان عمه عبد الله يميل إلى عبد الله بن فيصل، فزحف سعود بتلك الجنود يريد أخاه عبد الله ومن معه من