السحيمي، فبعث الإمام فيصل إلى أمير بريدة عبد العزيز بأن يرسل إليه آل سليم بلا مراجعة، فأرسلهم إليه بهدية سنية، وقدموا على الإمام وأكرمهم وعفا عنهم، وكتب إلى السحيمي أن آل سليم عندنا وأنت على مرتبتك ونحن ننظر في الأمر إن شاء الله، وكان مطلق الضرير لما جرح أخوه ناصر، أرسل إلى رجل من أعوان آل سليم يقال له بن صخيبر فضربه حتى مات، ثم قام ناصر لما برئ من جرحه فقتل إبراهيم بن سليم، فقام آل سليم يحاولون قتله به حتى قتلوه في هذه السنة لأنهم جعلوا يترقبون الفرص لقتله، فلما ركب من عنيزة لينظر إلى خيل له في بلد الهلالية عند بعض أصحابه فيها ليعلفها هناك، ركب في أثره عبد الله بن يحيى بن سليم وزامل بن عبد الله بن سليم وحمد بن إبراهيم بن سليم، فسطوا عليه في الهلالية وقتلوه نائمًا عند خيله، ورجعوا إلى عنيزة، فانتقل أخوه بعد مقتله بأولاده إلى بلد أشيقر حتى توفى فيها أعني مطلق الضرير، وذلك بعد هذه السنة بسبع سنين.
[ذكر عزل أمير بريدة]
لما كان في رجب من هذه السنة كتب الإمام فيصل إلى عبد العزيز المحمد أمير بريدة أن يقدم عليه، فركب عبد العزيز ومعه ابناه عبد الله وعلي وثلاثة من خدمه، فقدم على الإمام، ولما جلس بين يديه انتهره الإمام وأغلظ عليه في الكلام وجعل يعدد عليه أفعاله القبيحة، وما حصل منه من الشقاق، فأجاب بالاعتراف وأن كل ما عاتبه فيه حق، ثم قال: وأنا أطلب العفو والمسامحة، فأنزله الإمام في بيت عنده ومن معه، وأجرى عليهم من النفقات ما يكفيهم، وأمره بالمقام عنده في الرياض، وأمرَّ في بريدة عبد الله بن عبد العزيز بن عدوان من آل عليان عشيرة عبد العزيز الذكور وآل أبي عليان من العناقر من بني سعد بن زيد مناة بن تميم.
في هذه السنة، جلس عبد الله بن عبد العزيز بن عدوان أميرًا في بريدة وذلك في رجب منها.
ولما كان في جمادى الأولى بعث الشيخ الأديب أحمد بن علي بن مشرف بقصيدة